الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين. إنَّ من أبرز الوسائل التي يعتمد عليها الشيعة الرافضة في ترويج عقائدهم الباطلة، الاستناد إلى مؤلفات منسوبة كذباً وزوراً إلى علماء أهل السنة والجماعة، أو التمسك بكتب مليئة بالأباطيل والتحريفات التي لا تصمد أمام التحقيق العلمي الرصين. وفي عصرنا الحالي، ومع ازدياد الوعي الإسلامي وكثرة الدراسات النقدية، أصبح المسلمون أكثر إدراكاً لهذه المحاولات المكشوفة التي تهدف إلى تشويه عقيدة التوحيد وصرف الناس عن منهج السلف الصالح. ومن أبرز تلك المؤلفات: كتاب مناقب علي بن أبي طالب المنسوب لابن المغازلي الشافعي، وكتاب فرائد السمطين المنسوب لإبراهيم بن حمويه الجويني، وغيرهما من المصادر التي يتخذها الرافضة سنداً لعقائدهم الباطنية. وسنبيّن في هذا المقال حقيقة هذه الكتب وأصحابها، ونكشف تهافت الاعتماد عليها في إثبات الباطل.

 إنَّ درجةَ الوعي الإسلامي الآن في فهم تيارات التغريب والباطنية والشيعة الرَّوافض والماسونية قد أصبحت عالية بفضل الله وتزداد يوماً بعد يوم.

وما يمكن أن تخدع المسلمين الواعين لحقيقة ما يُكتب ويُثار من الشبهات عن الإسلام العظيم، ودوافعهم لم تعد تخفى على الكثير. وهذه الأسماء، المؤلَّفات والكتّاب أصبحت مكشوفة ومعروفة الهوية، ولذلك فهي لا تستطيع أن تكسب ثقة قارئ واحد من المؤمنين بالتوحيد وعقيدة السلف الصالح في الإسلام الحنيف.

ابن المغازلي الشافعي:

المزعوم صاحب المناقب: مناقب علي بن أبي طالب.

ذكر الرافضة أن له كتاب مناقب علي بن أبي طالب، حقّقه محمد باقر البهبودي دار الأضواء 1403 هـ.

ووجدت الرافضة يروون من كتابه أن علياً كان نوراً قبل أن يخلق الله السموات والأرض، ثم قسّم الله هذا النور بينه وبين محمد ﷺ ... إلخ (كشف الغطاء 1/10).

ويأتي بنفس تفسيرات الرافضة الباطنية، مثل:

•  تفسير المشكاة بفاطمة،

•  والمصباح الحسن،

•  والزجاجة الحسين،

•  والكوكب الدري فاطمة،

•  و"نور على نور" أي إمام منها (أي من فاطمة) بعد إمام.

(مسائل علي بن جعفر ص317).

وأنه روى أنه لا يمر أحد على الصراط إلا من كان معه كتاب من علي بجواز ذلك (شرح أصول الكافي للمازندراني 5/181 و185).

وقالوا: إن قول الله تعالى: ﴿إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ أي على صراط علي بن أبي طالب.

وإنه أي علي هو المذكور في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ.
(شرح أصول الكافي للمازندراني 7/80).

أبان بن تَغْلِب

قال الذهبي مُبيِّناً أنه لم يكن من كبار الرافضة كما يدّعي الرافضة:

"وهو صدوق في نفسه، عالم كبير، وبدعته خفيفة، لا يتعرّض للكبار، وحديثه يكون نحو المئة، لم يُخرج له البخاري. تُوفي في سنة إحدى وأربعين ومئة."

(سير أعلام النبلاء 6/308).

 

إبراهيم بن محمد بن المؤيَّد أبي بكر بن حمويه الجويني

عرّفه ابن حجر بالشافعي الصوفي، وجعله محسن الأمين العاملي من أعيان الشيعة، ولقّبه بالحموئي نسبةً إلى جدّه حمويه.

وقال: له كتاب فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين (طُبع في طهران).

وقال الذهبي:

"شيخ خراسان، وكان حاطب ليل يعني في رواية الحديث من الأباطيل المكذوبة."

(الأعلام 1/63).

الخلاصة

إنَّ هذه المؤلفات التي يتمسّك بها الرافضة لإثبات عقيدتهم لا تَثبت عند التحقيق، بل هي إمّا موضوعة أو محرفة أو منسوبة زوراً لعلماء أهل السنة. فلا يُمكن بحال أن تُتَّخذ دليلاً لإثبات عقيدة باطلة تُخالف ما جاء به الكتاب والسنة وما أجمع عليه سلف الأمة..