في خضم الصراع الفكري والعقائدي، تبرز أهمية تمييز المصادر الموثوقة في التراث الإسلامي. يسعى هذا المقال إلى تسليط الضوء على مجموعة من الكتب والمؤلفين الذين حذّر منهم الإمام الحافظ الذهبي، وغيره من العلماء، لما تحتويه من انحرافات عقدية أو أحاديث موضوعة. تكمن خطورة هذه المؤلفات في كونها تُستغل من قبل خصوم الإسلام، كبعض الشيعة أو النصارى، للتدليس على عوام المسلمين، والزعم بوجود ما يدعم معتقداتهم داخل التراث السني، وهو ما يستدعي كشف حقيقتها وبيان عللها.
كتب ومؤلفون حذّر منهم الإمام الحافظ الذهبي
أسماء كتب ومؤلفين يزعم بعض الشيعة والنصارى والمنافقين أنها من مصادر أهل السنة، ويستخرجون منها الشبهات ليخدعوا بها شباب أهل السنة، وليثبتوا بها صحة معتقداتهم الباطلة.
"إحياء علوم الدين" للغزالي:
النقد: جل أحاديثه ضعيفة أو موضوعة.
قول الذهبي: "أما 'الإحياء' ففيه من الأحاديث الباطلة جملة، وفيه خير كثير لولا ما فيه من آدابٍ وزهدٍ من طرائق الحكماء ومنحرفي الصوفية. نسأل الله علمًا نافعًا".
مقالات السقيفة ذات صلة: |
عند الشيعة الرسول ذهب عقله كاد عقلة أن يطير علي رضي الله عنه يعطل حد اللواط في كتب الرافضة |
كتاب "الأربعون الودعانية" لأبي نصر محمد بن علي بن ودعان:
النقد: كتاب موضوع ومسروق.
قول الذهبي: قال في "ميزان الاعتدال" عن ابن ودعان: "صاحب تلك 'الأربعين الودعانية' الموضوعة".
أقوال أخرى: قال ابن حجر في "لسان الميزان": "وقد سُئل المزي عنها فأجاب بما ملخصه: 'لا يصح منها على هذا النسق بهذه الأسانيد شيء... وهي مع ذلك مسروقة سرقها ابن ودعان من زيد بن رفاعة'". ثم قال المزي: "والحاصل أنها فضيحة مفتعلة وكذبة مؤتفكة".
كتاب "بهجة الأسرار" لابن جهضم علي بن عبد الله الهمذاني:
النقد: المؤلف متهم بالكذب.
قول الذهبي: لم يصرح بالتحذير من الكتاب مباشرة، لكنه قال في ترجمة ابن جهضم: "ليس بثقة، بل متهم يأتي بمصائب". ونقل عن ابن خيرون قوله: "قيل: إنه يكذب".
كتاب "التاجي في أخبار بني بويه" لإبراهيم بن هلال الصابئ:
النقد: المؤلف مشرك، وألف الكتاب نفاقًا للحاكم.
قول الذهبي: وصف الصابئ بأنه "الحراني المشرك".
وقال: "ولما تملك عضد الدولة همّ بقتله وسجنه، ثم أطلقه في سنة (371هـ) فألف له كتاب 'التاجي في أخبار بني بويه'". ويُقال إن عضد الدولة قتله لأنه حين سُئل عما يؤلف، قال: "أباطيل ألفقها، وأكاذيب أنمقها".
كتاب "تفسير القزويني" لأبي يوسف عبد السلام بن محمد القزويني:
النقد: تفسير مليء بآراء المعتزلة.
قول الذهبي: نقل عن السمعاني قوله: "كان أحد الفضلاء المقدمين، جمع 'التفسير' الكبير الذي لم يُرَ في التفاسير أكبر منه، ولا أجمع للفوائد، لولا أنه مزجه بالاعتزال، وبث فيه معتقده، ولم يتبع منهج السلف... وكان داعية إلى الاعتزال".
"جزء في مثالب أبي الحسن الأشعري" للأهوازي:
النقد: كتاب مليء بالأكاذيب عن الإمام الأشعري.
قول الذهبي: "وقد ألف الأهوازي جزءًا في مثالب ابن أبي بشر (الأشعري) فيه أكاذيب".
"حقائق التفسير" لأبي عبد الرحمن السلمي:
النقد: يحتوي على تفسيرات باطنية وإشارات صوفية منحرفة.
قول الذهبي: "كذا تُكُلِّم في السلمي من أجل تأليف كتاب 'حقائق التفسير'، فيا ليته لم يؤلفه. فنعوذ بالله من الإشارات الحلاجية، والشطحات البسطامية... فواحزناه على غربة الإسلام والسنة".
قال الله تعالى: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ [الأنعام: من 153]
مقالات السقيفة ذات صلة: |
هل قول ابن القيِّم في فناء النار صحيح؟ |
* وقال الذهبي أيضًا وفي الجملة، ففي تصانيفه أحاديث وحكايات موضوعة، وفي "حقائق تفسيره" أشياء لا تسوغ أصلاً، عدها بعض الأئمة من زندقة الباطنية، وعدها بعضهم عرفانًا وحقيقة، نعوذ بالله من الضلال ومن الكلام بهوى، فإن الخير كل الخير في متابعة السنة والتمسك بهدي الصحابة والتابعين رضي الله عنهم.
أقوال أخرى: نقل الذهبي قول الإمام أبي الحسن الواحدي المفسر: "صنف أبو عبد الرحمن السلمي 'حقائق التفسير'، فإن كان اعتقد أن ذلك تفسير، فقد كفر".
كتب ابن الراوندي الملحد (مثل: "الدامغ"، "الزمردة"، "قضيب الذهب"):
النقد: مؤلفات صريحة في الإلحاد والطعن في الدين والقرآن والنبوات.
قول الذهبي: وصفه بأنه "الملحد، عدو الدين... صاحب التصانيف في الحطِّ على الملة" وكان يلازم الرافضة والملاحدة فإذا عوتب قال: إنما أريد أن أعرف أقوالهم.
* نقل الذهبي كلام العلماء في وصفه ووصف كتابه "الدافع" و"الزّمردة"، و"نعت الحكمة"، و"قضيب الذهب" فقال: قال ابن الجوزي: كنت اسمع عنه بالعظائم، حتى رأيت له ما لم يخطر على قلب، ورأيت له كتاب "نعت الحكمة"، وكتاب "قضيب الذهب"، وكتاب "الزّمردة"، وكتاب "الدافع" الذي نقضه عليه الجبائي، ونقض عبد الرحمن بن محمّد الخياط عليه كتاب "الزّمردة".
أقوال أخرى: نقل الذهبي قول ابن الجوزي عن كتاب "الزمردة": "فيه هذيان بارد، لا يتعلق بشبهة، يقول فيه: إن كلام أكثم بن صيفي فيه ما هو أحسن من سورة الكوثر!". وذكر أنه ألف لليهود والنصارى كتبًا يحتج لهم في إبطال نبوة سيد البشر. وقد اختفى عند يهودي ووضع له كتاب "الدامغ" للطعن في القرآن، ثم مات إلى لعنة الله.
قال الذهبي في ترجمة ابن الراوندي في "سير أعلام النبلاء" (ج 14، ص 62): "لعن الله الذكاء بلا إيمان، ورضي الله عن البلادة مع التقوى".