حذَّر أئمّة الإسلام عبر التاريخ من كثير من المؤلّفات التي حملت بين طيّاتها الانحراف والباطل، وخصوصًا تلك التي استغلّها الشيعة الروافض والنصارى والمنافقون في نسبة الأكاذيب إلى علماء أهل السنّة، من أجل بثّ الشبهات وتضليل عوام المسلمين. وقد كان الإمام الحافظ شمس الدين الذهبي رحمه الله شديد التنبيه على هذه المؤلفات، مبيّنًا زيفها، وكاشفًا خطرها على العقيدة الإسلامية، لما تحمله من تحريف وتشويه ومبالغات تخدم الأهواء الباطلة. وفي هذا المقال نسرد أبرز هذه الكتب وأصحابها كما ذكرها الذهبي.

الكتب التي حذَّر منها الذهبي هي:

1-   كتاب درر السِّمط في خبر السبط عليه السلام / لأبي عبد الله ابن الآبّار.

قال الذهبي:

وقد رأيت لأبي عبد الله الآبّار جزءًا سماه "درر السِّمط في خبر السبط عليه السلام" يعني الحسين بإنشاء بديع يدلّ على تشيّع فيه ظاهر، لأنّه يصف عليًّا رضي الله عنه بالوصيّ، وينال من معاوية وآله.

2-  كتاب الديباج / للخُتَلي

قال الذهبي في ترجمته:

وفي كتابه "الديباج" أشياء منكرة.

3-  رحلة الشافعي / ساقها عبد الله بن محمّد البلوي الشافعي

قال الذهبي:

سمعنا جزءًا من رحلة الشافعي، فلم أسق منه شيئًا لأنّه باطل لمن تأمّله. وكذلك عُزي إليه أي الإمام الشافعي أقوال وأصول لم تثبت عنه، ورواية ابن عبد الحكم عنه في محاشِّ النساء منكرة.

(انظر هامش السير 10/ 50 51، 78 79).

وكذلك "وصية الشافعي" من رواية الحسين بن هشام البلدي غير صحيحة.

4-   رسائل إخوان الصفا

قال الذهبي في ترجمة الغزالي:

وحُبِّب إليه إدمان النظر في كتاب "رسائل إخوان الصفا"، وهو داءٌ عضال، وجربٌ مردٍ، وسمٌّ قاتل، ولولا أن أبا حامد من كبار الأذكياء لتلف.

كما قال في مؤلفيها:

هم يرون النبوّة اكتسابًا، فالنبي عندهم ليس أكثر من شخص فاضل تخلّق بمحاسن الأخلاق وجانب سفاسفها وساس نفسه حتى لا تغلبه شهوة، ثم ساق الخلق بتلك الأخلاق. وأنكروا أن يكون الله يبعث إلى الخلق رسولاً، وزعموا أن المعجزات حيل ومخاريق.

5-  رسالة الغفران ورسالة الملائكة ورسالة الطير / جميعها لأبي العلاء المعرّي

قال الذهبي:

ومن أراد تواليفه أي المعري "رسالة الغفران" في مجلد، فقد احتوت على مزدكة وفراغ، و"رسالة الملائكة"، و"رسالة الطير" على ذلك الأنموذج.

6-  كتاب الرواة عن أهل البيت والمسترشد في الإمامة / لمحمد بن جرير الطبري (الرافضي)

  نبه الدكتور ناصر القفاري في كتابه أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية إلى أن هذا الطبري ليس الإمام المفسر والمؤرخ الشهير، بل هو محمد بن جرير بن رستم الطبري الرافضي، وقد استغلّ الشيعة التشابه في الأسماء لنسبة كتب باطلة إلى الإمام الطبري الكبير.

قال الذهبي:

قال عبد العزيز الكتّاني: هو أي الطبري من الروافض، صنّف كتبًا كثيرة في ضلالتهم، له كتاب "الرواة عن أهل البيت"، وكتاب "المسترشد في الإمامة".

وقد أشار ابن كثير إلى أنّ هذا التلبيس ألحق الأذى بالإمام الطبري المشهور، حتى اتّهمه بعض العوام بالرفض ظلمًا وجهلاً.

الخاتمة

هذه بعض الكتب التي حذّر منها الإمام الذهبي رحمه الله، لما تحمله من شبهات وانحرافات، ولأنّها كانت ولا تزال مادة يستغلّها أهل البدع والملل الباطلة في الطعن على الإسلام وأهله. ومن هنا كان لزامًا على المسلم أن يتحرّى في مصادره، وألّا يغترّ بالأسماء والعناوين البراقة، بل يرجع إلى العلماء الثقات الذين ميّزوا الصحيح من الباطل.