من أغرب الروايات التي أوردها علماء الشيعة ما جاء في الكافي للكليني ومدينة المعاجز للبحراني، حيث زُعِم أنّ الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) أجاب وهو في سن العاشرة عن ثلاثين ألف مسألة في مجلس واحد! وهذه الرواية تثير جدلاً واسعًا حول مدى واقعيتها ومصداقيتها، خصوصًا أنّها تخالف العقل والمنطق، فضلًا عن عدم ورود مثل هذا الخبر في المصادر المعتبرة عند أهل السنة والجماعة. في هذا المقال نسلّط الضوء على الرواية كما وردت في كتب الشيعة مع تحليلها وبيان ما تحمله من إشكالات.
نص الرواية في الكافي
قال الكليني:
" 7 - عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ اسْتَأْذَنَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ النَّوَاحِي مِنَ الشِّيعَةِ فَأَذِنَ لَهُمْ فَدَخَلُوا فَسَأَلُوهُ فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ عَنْ ثَلَاثِينَ أَلْفَ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَ ( عليه السلام ) وَ لَهُ عَشْرُ سِنِينَ " اهـ
الكافي - الكليني - ج 1 ص 496، وقال المجلسي عن الرواية في مرآة العقول - حسن كالصحيح - ج 6 ص 104
من مختارات السقيفة |
ولاية الأئمّة بين النصوص الشيعية وإشكالية الغياب تعاليم الأئمة كالقرآن عند الخميني التقليد والدعاء والاستغاثة بغير الله و أسئلة حول الأئمة والأنبياء |
نص الرواية في مدينة المعاجز
ذكر هاشم البحراني الرواية أيضًا:
جوابه – عليه السلام – عن ثلاثين ألف مسألة وهو ابن عشر سنين.
2318 / 10 – محمد بن يعقوب: عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، قال: استأذن على أبي جعفر – عليه السلام – قوم من أهل النواحي من الشيعة، فأذن لهم، فدخلوا، فسألوه في مجلس واحد عن ثلاثين ألف مسألة، فأجاب – عليه السلام – وله عشر سنين.
مدينة المعاجز – هاشم البحراني – ج 7 ص 277.
الخاتمة:
إنّ رواية ثلاثين ألف مسألة في مجلس واحد مثال صارخ على المبالغات التي حفلت بها بعض كتب الشيعة، والتي تهدف إلى إظهار الأئمة بصفات فوق بشرية. إلا أن هذه الروايات تعكس في الوقت ذاته مدى الاضطراب في منهج الرواية عندهم، وتجعل الباحث يقف موقف الشك والريبة من باقي النصوص التي تُنسب زورًا إلى الأئمة.