يُعَدُّ قصص الأنبياء في القرآن الكريم من أعظم مصادر العبرة والهداية، فهي لا تُروى من أجل التسلية وإنما لتثبيت الإيمان وتوضيح سنن الله في خلقه. ومن أبرز هذه القصص قصة أبينا آدم عليه السلام، التي تبيّن جانبًا من ضعف البشر، وكيفية وقوعهم في الخطأ، ثم الرجوع إلى الله تعالى بالتوبة. وقد جاءت آيات متعددة تُظهِر ما جرى لآدم عليه السلام من نسيانٍ وعصيان، ثم توبة نصوح قَبِلها الله سبحانه وتعالى منه، ليكون في ذلك درسًا خالدًا لبنيه.

النص:

قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا﴾ (طه: 115).

تُبيّن هذه الآية الكريمة أن النسيان قد صدر من آدم عليه السلام، حيث لم يثبت على العهد الذي أخذه الله عليه.

ثم قال تعالى: ﴿فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى * فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾ (طه: 120 121).

فهذه الآيات الكريمة واضحة في أن الشيطان وسوس إلى آدم وزوجه حتى وقعا في الأكل من الشجرة المنهي عنها، فظهرت لهما سوآتهما، ووصفت الآية فعل آدم بالعصيان.

كما قال جل وعلا: ﴿وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ * فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ * فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ (البقرة: 35 37).

هذه الآيات العظيمة تُظهر بوضوح أمر الله تعالى لآدم وزوجه، وتحذيره لهما من الاقتراب من الشجرة، ثم وقوع المخالفة، ومن ثَمَّ نزول العقوبة بالهبوط من الجنة. ومع ذلك، لم يتركهما الله تعالى، بل علَّم آدم كلمات تاب بها إليه، فتاب الله عليه وغفر له.

 

وقد نبّه الله تعالى بَنِي آدم بعد ذلك إلى عدم الانخداع بوسوسة الشيطان، فقال سبحانه: ﴿يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ﴾ (الأعراف: 27).

المصادر:

القرآن الكريم.

تفسير الطبري.

تفسير ابن كثير.

تفسير القرطبي.