كشف الزيف الشيعي في رواية اغتسال عائشة رضي الله عنها

وردّ افترائهم على السيدة فاطمة رضي الله عنها

من المعلوم أن فرقة الشيعة - وهي فرقة ضالّة خارجة عن الإسلام - اعتادت على وضع أحاديث باطلة، ونسبة روايات مختلقة إلى النبي ﷺ وأهل بيته الأطهار والصحابة الكرام، لتشويه صورة الإسلام والطعن في رموزه. ولأنهم لا يجدون في القرآن ولا في السنة الصحيحة ما يدعم خرافاتهم، فقد لجأوا إلى الكذب على الله ورسوله وعلى أمهات المؤمنين وأهل بيت النبي ﷺ.
وفي هذا المقال نكشف إحدى رواياتهم الباطلة التي استعملوها للطعن في الصحابة، مع بيان حقيقتها من كتب أهل السنة، ثم نعرض كذبهم الواضح في رواية أخرى نسبوها إلى السيدة فاطمة رضي الله عنها، بما يقدح في شرفها وعفتها، ونفصل الردّ على شبهتهم بالأدلة والبيان.

الرواية الصحيحة من كتب السنة:

روى الإمام البخاري في صحيحه (1/443 حديث رقم 251):

حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثني عبد الصمد، قال: حدثني شعبة، قال: حدثني أبو بكر بن حفص، قال: سمعت أبا سلمة يقول: «دخلت أنا وأخو عائشة على عائشة، فسألها أخوها عن غسل النبي ﷺ، فدعت بإناء نحوا من صاع، فاغتسلت، وأفاضت على رأسها، وبيننا وبينها حجاب».

قال أبو عبد الله (البخاري): «قال يزيد بن هارون وبهز والجدي عن شعبة قدر صاع».

وقال القاضي عياض رحمه الله:

«في الرواية (وبيننا وبينها حجاب) ظاهرُه أنّهما رأيا عملها في رأسها وأعالي جسدها ممّا يحلّ نظره للمحرَم؛ لأنّها خالة أبي سلمة من الرضاعة، أرضعته أختها أم كلثوم، وإنّما سترت أسافل بدنها ممّا لا يحلّ للمحرَم النظر إليه. وفي فعل عائشة دلالة على استحباب التعليم بالفعل، لأنّه أوقع في النفس».

ثم بيّن العلماء اختلافهم في هوية أخيها، فذكر الداودي أنه عبد الرحمن بن أبي بكر، وقال غيره هو الطفيل بن عبد الله، لكن هذا لا يصحّ.

والصحيح كما في صحيح مسلم والنسائي أنّه أخوها من الرضاعة، كما نصّ النووي وجماعة من المحدثين، فدلّ ذلك على أن الرواية صحيحة وليس فيها أي طعن، بل فيها تعليم وحرص على السنة.

الرواية الباطلة عند الشيعة:

جاء في كتابهم بحار الأنوار (34/66) عن عبد الله بن سلمان الفارسي:

«خرجت من منزلي يوماً بعد وفاة رسول الله ﷺ بعشرة أيام، فلقيني علي بن أبي طالب عليه السلام فقال لي: يا سلمان جفوتنا بعد رسول الله؟... فقال: يا سلمان أئت منزل فاطمة بنت رسول الله ﷺ، فإنها إليك مشتاقة تريد أن تتحفك بتحفة من الجنة... فإذا هي جالسة وعليها قطعة عباء، إذا خمرت رأسها انجلَى ساقها، وإذا غطت ساقها انكشف رأسها...»

وهنا السؤال الكبير:

كيف تزعم روايات الشيعة أن فاطمة الزهراء رضي الله عنها تكشف شعرها وساقها أمام الرجال الأجانب؟
هل وصلت بهم الجرأة إلى هذا الحدّ من الطعن في عرض بنت النبي ﷺ وأشرف نساء الأمة؟
أليس هذا طعناً في الطهارة التي مدحها الله في قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾؟

ردّ علماء الشيعة أنفسهم:

ولمّا علم الشيعة بما في هذه الرواية من الفضيحة، حاولوا ترقيعها فقالوا:

«إنّ فاطمة (عليها السلام) لم تكشف رأسها أمام الرجال، وإنما هدّدت بنشر شعرها ووضع قميص رسول الله ﷺ على رأسها أمام السماء لطلب العذاب على القوم الظالمين».

لكن هذا تأويل فاسد لا يستقيم مع نص الرواية، لأن الرواية صريحة في وصفها بأنها كانت تكشف رأسها وساقها، مما يؤكد كذب واضعها وجرأته على آل بيت رسول الله ﷺ.

فمن وضع هذه الرواية فقد طعن في أشرف نساء الدنيا، ولم يراعِ حرمة فاطمة الزهراء ولا مكانتها.

مقارنة بين الروايتين:

رواية أهل السنة في اغتسال عائشة رضي الله عنها رواية صحيحة الإسناد، نقلها البخاري وفسّرها العلماء بما يليق بأم المؤمنين، وفيها تعليم شرعي واضح.

أما رواية الشيعة في كشف فاطمة شعرها وساقها، فهي رواية موضوعة فاسدة تخالف العقل والدين، وتدل على فساد منهجهم في الكذب على آل البيت الذين يتظاهرون بحبهم وهم أول من يطعن فيهم بالروايات المكذوبة.

الخلاصة:

إنّ منهج أهل السنة قائم على التحقق من الأسانيد وصون مقام النبي ﷺ وآله وصحابته، بينما يقوم منهج الشيعة على الافتراء والوضع والتدليس لنصرة باطلهم.
ومن تأمل هذه الروايات علم يقيناً أن القوم لا يعرفون حرمة بيت النبوة، ولا يوقرون فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وأنهم أول من أساء إليها، لا أهل السنة كما يزعمون.

المصادر:

1- صحيح البخاري (1/443 حديث رقم 251).

2- بيان القاضي عياض في إكمال المعلم بفوائد مسلم.

3- شرح النووي على مسلم (باب الغسل).

4- بحار الأنوار للمجلسي (34/66).

5- محاسبة النفس لعلي بن طاووس.

6-م جمع الزوائد للهيثمي (1/85).

7- موقع حقائق الشيعة: haqaeq.ahlamontada.com.