بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
كثُرت في الآونة الأخيرة محاولات الطعن في الصحابة الكرام، وخصوصًا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، من قبل الفرق الضالة كالاثنا عشرية، الذين يسعون لتشويه سيرتها العطرة بأخبار واهية لا تصح سندًا ولا متناً. ومن تلك الشبهات رواية تُنسب إلى عائشة رضي الله عنها أنها «شوّفت جارية وطافت بها وقالت لعلنا نصطاد بها شباب قريش».
وهذه الرواية، وإن أوردها ابن أبي شيبة في المصنف، إلا أنها ساقطة السند باطلة المتن، لا تثبت عن أم المؤمنين، بل لا يصح أن تُنسب إلى مثلها من الطهر والعفاف.
في هذا المقال سنفصل القول في درجة الحديث من جهة الإسناد والنقد الحديثي، ونبيّن المعنى الحقيقي للباب الذي وردت فيه الرواية، وأنه باب تزيين السلعة للبيع وليس كما يحاول الخصوم تصويره. ثم نختم ببيان الموقف الصحيح من أم المؤمنين رضي الله عنها التي قال الله فيها:
﴿الطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ﴾ [النور: 26]
شبهة رواية عائشة شوفت جارية وطافت بها
حدثنا أبو بكر قال: نا وكيع عن العلاء بن عبد الكريم اليامي عن عمار بن عمران رجل من زيد الله عن امرأة منهم عن عائشة أنها شوفت جارية وطافت بها وقالت: لعلنا نصطاد بها شباب قريش
فيه مجهول وهو المرأة وغيرها ضعيف وهو عمار بن عمران وعمار بن عمران هو الزيدي الجعفي، ذكره ابن أبي حاتم (الجرح والتعديل: 6/392)، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
والأثر أخرجه ابن أبي شيبة في موضع آخر (21911) بنفس السند، بلفظ: (نصيب).
عمار بن عمران الجعفي عن سويد بن غفلة كان بلال يسوي مناكبنا في الصلاة الصلاة وعنه الأعمش وبعضهم يرويه عن الأعمش فقال عن عمار عن عمران بن مسلم لا يصح حديثه ذكره في الضعفاء لسان الميزان لابن حجر العسقلاني.
5996 - عمار بن عمران الجعفي. عن سويد بن غفلة: كان بلال يسوى مناكبنا في الصلاة. وعنه الاعمش، وبعضهم يرويه عن الاعمش، فقال: عن عمران ابن مسلم. لا يصح حديثه. ذكره البخاري في الضعفاء.
ميزان الاعتدال للذهبي
هذه الرواية وردت عن وكيع بن الجراح عن عمار بن عمران عن امرأة من زيد عن عائشة رضي الله عنها، وعمار بن عمران والمرأة مجهولان فلا تقبل هذه الرواية.
إذا فهذه الرواية لا تقبل بالرغم من أن الباب الذي رويت به هذه الرواية هو باب تزيين السلعة للبيع أي أرادت بيعها.