الشيعة والفرق الضالة كثيرًا ما يفتعلون الأحاديث والآثار ويحوّرونها لتدعيم معتقداتهم الباطلة، متناسين أن الكتاب والسنة هما المصدر الصحيح للعلم. ومن بين المسائل التي يروجون لها، الادعاء بأن نقل التفاسير القديمة مثل تفسير الطبري أو تفسير ابن أبي حاتم لا يحتاج إلى التثبت من صحة السند، وهذا أمر مخالف لمنهج أهل السنة والجماعة. في هذا المقال، نوضح موقف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من صحة النقل في التفاسير، وأهمية التمييز بين الصحيح والضعيف فيها، مستندين إلى أقواله في "مقدمة في أصول التفسير" و"منهاج السنة"
ابن تيمية ورأيه في التفاسير:
تفسير الطبري:
قال شيخ الإسلام في مقدمة في أصول التفسير:
"أَمَّا التَّفَاسِيرُ الَّتِي فِي أَيْدِي النَّاسِ فَأَصَحُّهَا تَفْسِيرُ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِيرٍ الطَّبَرِيِّ فَإِنَّهُ يَذْكُرُ مَقَالَاتِ السَّلَفِ بِالْأَسَانِيدِ الثَّابِتَةِ وَلَيْسَ فِيهِ بِدْعَةٌ وَلَا يَنْقُلُ عَنْ الْمُتَّهَمَيْنِ كمُقَاتِلِ بْنِ بُكَيْر وَالْكَلْبِيِّ"
المصدر: مقدمة في أصول التفسير – أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية – ص 51
التحذير من النقل بلا سند صحيح:
وقال في منهاج السنة:
"وَإِذَا كَانَ فِي بَعْضِ كُتُبِ التَّفْسِيرِ الَّتِي يُنْقَلُ مِنْهَا الصَّحِيحُ وَالضَّعِيفُ، مِثْلِ تَفْسِيرِ الثَّعْلَبِيِّ وَالْوَاحِدِيِّ وَالْبَغَوِيِّ، بَلْ وَابْنِ جَرِيرٍ وَابْنِ أَبِي حَاتِمٍ، لَمْ يَكُنْ مُجَرَّدُ رِوَايَةِ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ دَلِيلًا عَلَى صِحَّتِهِ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ؛ فَإِنَّهُ إِذَا عُرِفَ أَنَّ تِلْكَ الْمَنْقُولَاتِ فِيهَا صَحِيحٌ وَضَعِيفٌ، فَلَا بُدَّ مِنْ بَيَانِ أَنَّ هَذَا الْمَنْقُولَ مِنْ قِسْمِ الصَّحِيحِ دُونَ الضَّعِيفِ"
المصدر: منهاج السنة النبوية – أحمد بن عبد الحليم بن تيمية – ج 7 ص 300
أهمية صحة السند في التفاسير:
◘ ضمان نقل كلام السلف بدقة: نقل أقوال السلف يجب أن يكون بسند ثابت لتجنب نقل البدع أو أقوال المشكوك في صحتها.
◘ التمييز بين الصحيح والضعيف: حتى في كتب التفسير المشهورة، قد تحتوي على أخبار ضعيفة أو موضوعة.
◘ اتباع المنهج العلمي للأئمة: كما بين ابن تيمية، النقل عن راوٍ واحد أو من كتب لا يعني صحتها، بل يجب التثبت بالرجوع إلى الأسانيد.
الخلاصة
◘ ابن تيمية أكد أن التفسير يجب أن يعتمد على النقل الصحيح بالسند المثبت.
◘ تفسير الطبري هو الأصح بين التفاسير القديمة لأنه ينقل أقوال السلف بسند ثابت.
◘ النقل عن كتب أخرى مثل ابن أبي حاتم والثعلبي والواحدي يجب التحقق فيه من صحة الأحاديث والآثار قبل الاعتماد.
◘ اتباع هذا المنهج يحمي من نقل البدع والشبهات التي تروجها الفرق الضالة كالشيعة.
مصادر المقال:
◘ أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، مقدمة في أصول التفسير، ص 51.
◘ أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، منهاج السنة النبوية، ج 7 ص 300.