التوحيد هو أساس الرسالات السماوية وعمود الدين الذي قامت عليه دعوة جميع الأنبياء والرسل، من أولهم إلى آخرهم. فقد بدأ الله تعالى دعوة أنبيائه بالأمر بعبادته وحده لا شريك له، والنهي عن الشرك الذي هو أعظم المحرمات، فلا تُقبل معه طاعة ولا تُرفع معه عبادة. وتشهد نصوص علماء الشيعة قبل غيرهم على أن التوحيد والإخلاص لله تعالى هما جوهر شريعة نوح وعيسى وغيرهما من الرسل، وأن الفطرة التي فطر الله الناس عليها هي عبادة الله وحده وخلع الأنداد. هذا المعنى أكدته الروايات المروية عن أئمة آل البيت، وورد صريحًا في تفاسيرهم وشروحهم
-
مقالات السقيفة ذات صلة:
الشرك في توحيد الربوبية عند الشيعة الإمامية
قال مير سيد علي الحائري:
«بدأ سبحانه بالتوحيد ونهى عن الشرك، وقدم الشرك لأنه رأس المحرمات، ولا يقبل الله معه شيئا من الطاعات» (مقتنيات الدرر4/284).
قال محمد جواد مغنية:
«ما أرسل رسولا إلا بالتوحيد والإخلاص لله في العبادة»
(الكاشف5/270).
تفسير العياشي:
عن إسماعيل الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كانت شريعة نوح عليه السلام أن يعبد الله بالتوحيد والإخلاص وخلع الأنداد وهي الفطرة التي فطر الناس عليها، وأخذ ميثاقه على نوح عليه السلام والنبيين أن ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾، وأمره بالصلاة والأمر والنهي والحرام والحلال، ولم يفرض عليه أحكام حدود ولا فرض مواريث فهذه شريعته، ﴿فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا﴾ (يدعوهم سرا وعلانية)، فلما أبوا و عتوا قال: ﴿رَبِّ إِنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ﴾[القمر: 10]، فأوحى الله إليه ﴿أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ [هود: 36] فلذلك قال نوح: قوله تعالى:﴿وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا﴾ وأوحى الله إليه: أن اصنع الفلك.
(شرح الكافي للمازندراني12/398 بحار الأنوار11/331).