الاستغفار في الإسلام ليس مجرد كلمات تُقال باللسان، بل هو حصن حصين ووسيلة عظيمة لرفع العذاب واستجلاب الرحمة. وقد جاءت النصوص المروية عن أئمة أهل البيت عليهم السلام لتؤكد أن للأمة أمانين من عذاب الله تعالى: أولهما وجود النبي صلى الله عليه وآله، وثانيهما الاستغفار.
وبعد رحيل النبي، بقي للأمة حصن واحد هو الاستغفار، الذي أمروا بالتمسك به والإكثار منه. هذه الحقيقة تؤكدها الآيات القرآنية والروايات الصحيحة، لتدل بوضوح على أن النجاة من العقاب الإلهي في هذا الزمان إنما تكون بصدق التوبة وكثرة الاستغفار، لا بالاعتماد على وجود شخص بعينه كأمان للأمة
مقالات السقيفة ذات صلة:
الشرك في توحيد الربوبية عند الشيعة الإمامية
الرد على أصل التوحيد عند الأشاعرة ….
مظاهر الشرك في العقيدة الشيعية وأثرها على التوحيد
44 - عن عبد الله بن محمد الجعفي قال:
سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وآله والاستغفار حصينين لكم من العذاب، فمضى أكبر الحصنين وبقى الاستغفار، فأكثروا منة فإنه منجاة للذنوب، وإن شئتم فاقرؤوا: ﴿وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾[الأنفال: 33].
تفسير العياشي الجزء الثاني ص54
88- وحكى عنه أبو جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) أَنّه قال:
كَانَ فِي الأرض أَمَانَانِ مِنْ عَذَابِ اللهِ سُبْحَانَهُ، وَقَدْ رُفِعَ أَحَدُهُمَا، فَدُونَكُمُ الآخر فَتَمَسَّكُوا بِهِ: أَمَّا الأمان الَّذِي رُفِعَ فَهُوَ رَسُولُ اللهُ (صلى الله عليه وآله).
وَأَمَّا الأمان الْبَاقِي فَالاْسْتِغْفَارْ، قَالَ اللهُ عزّ وجلّ: ﴿وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ [الأنفال: 33] (وهذا من محاسن الاستخراج ولطائف الاستنباط).
نهج البلاغة للشريف الرضي الجزء الرابع ص19 - 20
1369 - وقال أمير المؤمنين عليه السلام:
" إن الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يصيب أهل الأرض بعذاب قال: لولا الذين يتحابون بجلالي، ويعمرون مساجدي، ويستغفرون بالأسحار لولاهم لأنزلت عذابي ".
من لا يحضره الفقيه للصدوق الجزء الأول ص473 – 474
يعني الأمان الموجود الآن هو الاستغفار وليس الإمام