يُعد الحلف بالله وحده من أعظم صور التوحيد التي جاءت الشريعة لحمايتها وصيانتها، فقد نهى النبي ﷺ عن الحلف بغير الله لما فيه من تعظيم مخلوق على وجه لا يليق إلا بالخالق سبحانه. ورغم وضوح هذا الأصل، فقد وردت في بعض المصادر الشيعية روايات تؤكد على النهي عن الحلف بغير الله، مما ينسف مظاهر الغلو التي انتشرت عند بعض الطوائف في الأيمان بالأئمة أو غيرهم. ومن خلال هذا المقال سنعرض جملة من الروايات الواردة في كتب الشيعة الإمامية حول النهي عن الحلف بغير الله، ليتضح أن التوحيد هو أصل مشترك لا يختلف عليه أحد من أهل الإسلام.

نهى رسول الله عن الحلف بغير الله فقال «من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك»

(مستدرك الوسائل 16/50 المبسوط للطوسي6/192).

وعن الصادق أنه قال «لا أرى أن يحلف الرجل إلا بالله»

(مختلف الشيعة8/142).

قلت لأبي جعفر عليه السلام:

قول الله عز وجل ﴿والليل إذا يغشى [الليل:1] ﴿والنجم إذا هوى﴾ [النجم: 2] وما أشبه ذلك، فقال: إن لله عز وجل أن يقسم من خلقه بما شاء وليس لخلقه أن يقسموا إلا به.

(الكافي7/449 تهذيب الأحكام8/277من لا يحضره الفقيه3/376 مختلف الشيعة8/142 إيضاح الفوائد لابن العلامة4/4 مسالك الأفهام11/19).

مقالات السقيفة ذات صلة:

الشرك في توحيد الربوبية عند الشيعة الإمامية

الرد على أصل التوحيد عند الأشاعرة .

الاحتياط في التوحيد

مظاهر الشرك في العقيدة الشيعية وأثرها على التوحيد

2- علي بن إبراهيم، عن أبيه:

 عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا أرى أن يحلف الرجل إلا بالله فأما قول الرجل "لا بل شانئك" فإنه من قول أهل الجاهلية ولو حلف الرجل بهذا وأشباهه لترك الحلف بالله فأما قول الرجل: "يا هياه ويا هناه" فإنما ذلك لطلب الاسم ولا أرى به بأسا وأما قوله: " لعمر الله " وقوله: " لا هاه " فإنما ذلك بالله عز وجل[1].

الكافي7/449

 

[1] قوله: (لا بل شانئك) مخفف قولهم: (لا أب لشانئك) كما في بعض النسخ أي لمبغضك كلمة كانوا ينطقونها في ضمن كلامهم مرددا كما هو عادة كل أحد من ترداد شئ ضمن كلامه مثل يغفر الله لك ومن فوائده أنه قد ينسى المتكلم ما يريد أن يقوله فيردد هذه الكلمة حتى يتذكر ما كان قد نسيه وليس هذا وأمثاله حلفا ويمينا إلا أنه قد يمكن جعل (لابل شانئك) قسما نظير ما يقال في زماننا: ليمت أبى إن كنت قلت ذاك ولست ابن أبي أو هلك ابني واما في أكثر الامر فليس قسما البتة.

وقوله: (لطلب الاسم) أي لطلب شئ نسيه فيقول: يا هناه ويا هياه حتى يتذكره.

وقوله: (لاهاه) فإنه قسم بالله تعالى (كذا في هامش الوافي).