الدعاء ليس مجرد كلمات تُقال أو طلب يُرفع، بل هو لبّ العبادة وروحها، ومظهر التذلل والخضوع بين يدي الخالق سبحانه. فقد أجمع العلماء والمفسرون على أن الدعاء يجسد حقيقة العبودية، لأنه إقرار صريح بفقر العبد وحاجته، وانقطاعه عن كل ما سواه، ولأنه يحمل في طياته التوحيد الخالص والإخلاص لله عز وجل. وفي هذا المقال نستعرض أقوال كبار العلماء كالإمام الزبيدي، والحافظ ابن حجر، والفخر الرازي، والحليمي، وغيرهم في بيان عظمة الدعاء ومكانته في الإسلام، وأنه غاية التذلل والافتقار إلى الله وحده.
الزبيدي صاحب تاج العروس:
حمل العبادة على المعنى اللغوي أي الدعاء ليس إلا إظهار غاية التّذلّل والافتقار» وقال عن رواية «الدعاء مخ العبادة» قال الزبيدي: «أي خالصها، وإنما كان مخاً لها لأن الداعي إنما يدعو الله عند انقطاع أمله مما سواه، وذلك حقيقة التوحيد والإخلاص، ولا عبادة فوقها لما فيه من إظهار الافتقار والتبري من الحول والقوة وهو سمة العبودية واستشعار ذلّة البشرية»
[إتحاف السادة المتقين 5/29].
مقالات السقيفة ذات صلة:
الشرك في توحيد الربوبية عند الشيعة الإمامية
الرد على أصل التوحيد عند الأشاعرة ….
مظاهر الشرك في العقيدة الشيعية وأثرها على التوحيد
قول الحافظ ابن حجر:
«الدّعاء هو غاية التّذلّل والافتقار»
[فتح الباري 11/95].
وأن فائدة الدعاء «إظهار العبد فاقته لربه وتضرعه إليه».
وقال مثله الزبيدي:
[فتح الباري 11/149 وانظر إتحاف السادة المتقين 5/4].
قال الفخر الرازي: «المقصود من الدعاء إظهار الذلة والانكسار» وقال: «وقال الجمهور الأعظم من العقلاء: الدعاء أعظم مقامات العبادة»
[لوامع البينات شرح أسماء الله تعالى والصفات ص91 تحقيق طه عبد الرؤوف سعد ط: دار الكتاب العربي].
وذكر الحليمي: «أن الدعاء من التخشع والتذلل لأن كل من سأل ودعا فقد أظهر الحاجة وباح واعترف بالذلة والفقر والفاقة لمن يدعوه ويسأله»
[المنهاج في شعب الإيمان 1/517 ط: دار الفكر 1979].
وعرّف صاحب القاموس الدعاء بالرغبة إلى الله
[القاموس المحيط ص1655 باب الواو والياء – فصل الدال].