إن الإخلاص في العبادة هو أساس القبول عند الله، وشرط لا تصح العبادة بدونه، كما أن الطهارة شرط لصحة الصلاة. وقد جاء القرآن الكريم والسنة النبوية بالنهي الصريح عن صرف أي نوع من العبادة — ومن ذلك الدعاء والاستغاثة — لغير الله سبحانه وتعالى، لأن ذلك يناقض التوحيد ويقع في دائرة الشرك الأكبر المخرج من الملة. ومن أخطر صور هذا الانحراف دعاء الأموات أو الاستغاثة بهم وطلب قضاء الحوائج منهم، وهو أمر حذّر منه العلماء المعتبرون قديمًا وحديثًا، وبيّنوا مخالفته للعقيدة الصحيحة.
الاخلاص في العبادة:
الاخلاص في العبادة شرط لقبول العبادة، وإذا لم يتحقق شرط الاخلاص بطلت العبادة.
كما أن الطهارة شر ط في قبول الصلاة فكذلك الاخلاص شرط في قبول العبادة.
يا من تؤمن بالله واليوم الآخر: احتط لدينك وآخرتك.
مقالات السقيفة ذات صلة:
الشرك في توحيد الربوبية عند الشيعة الإمامية
الرد على أصل التوحيد عند الأشاعرة ….
مظاهر الشرك في العقيدة الشيعية وأثرها على التوحيد
ماذا يضرك أن لا تستغيث بالمخلوق وتدعو الخالق وحده؟ هل هذا يؤذي النبي وأهل بيته؟
ماذا لو كنت مخطئا؟ إن كنت مخطئا فقد خالفت التوحيد.
ومخالفة التوحيد شرك والله قال:
إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار.
فالشرك ذنب لا يغفر.
ودعاء غير الله ممن ليس حيا ولا حاضرا شرك.
فقد أمر الله نبيه أن يقول: (قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا) وكان إذ ذاك حيا. فكيف صار بعد موته يملك الضر والنفع وكشف الكربات وقضاء الحوائج؟
﴿وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ (يونس:106).
وهذه الآية تتكلم عن ظلم الشرك الذي قال فيه لقمان ]إن الشرك لظلم عظيم[.
والله نهى عن دعاء الأموات فقال ﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ﴾ (النحل:21).
ونبينا صلى الله عليه وسلم ميت بالدليل من القرآن:
﴿إنك ميت وإنهم ميتون﴾ ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ﴾ (آل عمران:144).
مع أنه صلى الله عليه وسلم حي في قبره حياة برزخية لا دنيوية حيل فيها بينه وبين الناس. ولو كان حيا حياة دنيوية لوجب أن يصلي الجماعة مع المسلمين كلما سمع النداء. وأن يفصل بين الصحابة فيما اختلفوا حفظا لدينهم وحقنا لدمائهم. بل ويفصل بين الأمة فيما يقع فيها من خلاف.
ورسولنا نهانا أن نسأل غير الله فقال: »إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله«. ولم يقل اسألوني واستعينوا بي.
لو كان الصحابة يدعونه بعد موته لسارعوا الى فعل ذلك في حياته من باب أولى.
ولا يمكن لأحد أن يأتي بدليل واحد يثبت أنهم كانوا يستغيثون به صلى الله عليه وسلم في حياته.
لا أعلم أحدا من علمائنا المعتبرين من أجاز الاستغاثة بغير الله واعتبرها من باب التوسل.
اللهم الا المنحرفون كالأحباش والصوفية فإنهم يجيزون الاستغاثة بغير الله ويعتبرونها من باب التوسل مشابهين المشركين الذين قال الله عنهم:
﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ (يونس:18).
عن أنس عمر بن الخطاب رضي الله عنه كانوا إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا. قال: "فيُسقون".
(البخاري 1010).
ليس الوهابية الذين نهوا عن الاستغاثة بغير الله: