المقدمة:
يولي الإسلام العلاقة الزوجية اهتمامًا بالغًا، ويحدد حقوق كل طرف تجاه الآخر بما يحقق المودة والرحمة والاستقرار الأسري. ومن أبرز ما ورد في السنة النبوية، ما يؤكد على عِظَم حق الزوج على زوجته، حتى شبّه النبي ﷺ مكانة الزوج بحق الوالد على ولده، بل وبيّن أن حقه عظيم لدرجة أنه لو جاز السجود لأحد غير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، إعلاءً لشأن الحياة الزوجية وتنظيمًا لمسؤولياتها. وتوضح الأحاديث الشريفة، ومنها ما جاء في مصادر الشيعة المعتبرة، أن طاعة الزوج في المعروف، والحفاظ على ماله وبيته، وعدم الخروج أو التصرف إلا بإذنه، من القواعد الأساسية التي تحفظ كيان الأسرة وتحقق الانسجام بين الزوجين.
(16599) 1 دعائم الإسلام:
عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أن امرأة سألته فقالت: يا رسول الله، ما حق الزوج على الزوجة؟ قال: "لا تتصدق من بيته إلا بإذنه، ولا تمنعه نفسها وإن كانت على ظهر قتب، ولا تصوم يوما تطوعا إلا بإذنه، ولا تخرج من بيته إلا بإذنه، فإن فعلت لعنتها ملائكة السماوات وملائكة الأرض، وملائكة الرضا وملائكة الغضب" قالت فمن أعظم الناس حقا على الرجل؟ قال: "والده" قالت: فمن أعظم الناس حقا على المرأة؟ قال: "زوجها" قالت: يا رسول الله، فمالي من الحق مثل الذي له؟ قال: "لا ولا من كل مائة واحدة، ولو كنت أمرت أحدا أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها".
مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي الجزء 14 ص237
(باب وجوب تمكين المرأة زوجها من نفسها على كل حال، وجملة من حقوقه عليها)
مقالات السقيفة ذات صلة:
الشرك في توحيد الربوبية عند الشيعة الإمامية
الرد على أصل التوحيد عند الأشاعرة ….
مظاهر الشرك في العقيدة الشيعية وأثرها على التوحيد
(16605) 1 القطب الراوندي في قصص الأنبياء:
بإسناده إلى الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمن، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " كان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ذات يوم قاعدا، إذ مر به بعير فبرك بين يديه ورغا، فقال عمر: يا رسول الله، أ يسجد لك هذا الجمل؟ فإن سجد لك فنحن أحق أن نفعل، فقال: لا بل اسجدوا لله، إن هذا الجمل يشكو أربابه، ويزعم أنهم أنتجوه صغيرا واعتملوه، فلما كبر وصار أعور كبيرا ضعيفا، أرادوا نحره، ولو أمرت أحدا أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ".
مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي الجزء 14 ص246
(16606) 2 وفي الخرائج:
عن أنس قال: إن النبي (صلى الله عليه وآله) دخل حائطا للأنصار وفيه غنم، فسجدت له، فقال أبو بكر: نحن أحق لك بالسجود من هذا الغنم: " فقال إنه لا ينبغي لأحد أن يسجد لأحد ولو جاز ذلك لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ".
مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي الجزء 14 ص246