علم الحديث من أجلِّ العلوم التي تميزت بها الأمة الإسلامية، إذ به يُعرف الصحيح من السقيم، وتُصان عقائد المسلمين من الدخيل والضعيف. ومن القضايا التي كثر فيها البحث بين المحدثين: مراسيل الحسن البصري، إذ رُويت عنه أحاديث يرفعها للنبي ﷺ دون ذكر الواسطة، ومنها رواية أصحاب النبي عن سؤالهم: "أين ربنا؟"
فنزل قوله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ﴾. وقد تباينت مواقف العلماء من مراسيل الحسن، إلا أن جمهور المحدثين ضعّفها بشدة لما عُرف عنه من التساهل في الأخذ عمن روى.
حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا جعفر بن سليمان عن عوف عن الحسن قال: «سأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم النبيَّ صلى الله عليه وسلم: أين ربُّنا؟
فأنزل الله تعالى ذكره ﴿وإذا سألك عبادي عَني فإني قريبٌ أجيب دعوة الداع إذا دعان﴾.
من مقالات السقيفة ذات صلة:
الإلحاد في أسماء الله تعالى هو الميل بها عما يجب فيها
أصول أهل السنة والجماعة في الصفات
شبهة: إن الله لا يُرى، بل الذي يُرى هو (النور) والرد عليها
هذه الرواية من مراسيل الحسن البصري.
ومراسيل الحسن البصري أوهى عند العلماء من الريح. كما قال الحافظ العراقي فيما نقله السيوطي في (شرحه1/204) وذلك لأنه كان ممن يصدق كل من يحدثه.
قال ابن سيرين:
«حدثوا عمن شئتم من المراسيل إلا عن الحسن وأبي العالية فإنهما لا يباليان عمن أخذا الحديث» وقال أحمد: ليس في المرسلات شيء أضعف من مرسلات الحسن وعطاء بن أبي رباح فإنهما يأخذان عن كل أحد»
(جامع التحصيل للعلائي ص44).
من مقالات السقيفة ذات صلة:
إلزام: إسماعيل لم يكن هو إسماعيل!!!
حجرة السيدة عائشة اطهر بقعه على وجه الأرض بإعتراف الشيعة
الحر العاملي ( لا يكون الربا إلا فيما يكال أو يوزن)
وأما قول يحيى بن سعيد القطان:
«ما قال الحسن في حديثه (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وجدنا له أصلاً إلا حديثاً أو حديثين» قلت: هذه تقوية في الجملة لمراسيل الحسن وليست تصحيحاً لمفردات رواياتها ولم تسلم هذه ليحيى القطان. فعن عبد الله بن عون وهو من تلامذة الحسن قال: «كان الحسن يحدثنا بأحاديث لو كان يسندها كان أحب إلينا».