الحمد لله الذي جعل هذا الدين محفوظًا بحفظه، وميَّز الحق من الباطل، والصادقين من الكاذبين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

أما بعد:

فإن التاريخ الإسلامي يكشف لنا عبر القرون عن محاولات متكررة من قبل الفرق الضالة لإقحام باطلها في تراث المسلمين، وإلباس عقائدها ثوب الحق، حتى تُروَّج على عوام الأمة. ومن أبرز هذه المحاولات ما قام به بعض أعلام المعتزلة والرافضة الذين ألَّفوا كتبًا في التفسير أو المناقب أو ما يُسمَّى بالعلوم الباطنية، محاولين بها إضفاء الشرعية على بدعهم وانحرافاتهم.

وسنتناول نماذج بارزة مثل الزمخشري المعتزلي صاحب الكشاف الذي حشى تفسيره بالموضوعات والضعاف، وأخطب خوارزم الذي أكثر من نقل الأكاذيب والموضوعات في مناقب علي رضي الله عنه من طريق الوضاعين، ومحمد بن طلحة الشافعي الذي اشتهر بجفرٍ باطل وخرافات في علم الحروف والرموز والصبَّاغ المالكي وأبو المظفَّر سبط ابن الجوزي...الخ.

وهذه النماذج تكشف للقارئ حقيقة محاولات التشيع والتغريب التي أرادت أن تجد لنفسها موطئ قدم في كتب التراث، ولكن الله فضحها وأبطل كيدها.

 حيث نسب الشيعة أسماء كتب ومؤلفين يزعم الشيعة الروافض أنها لأهل السنة يخرجوا منها الشبهات ليخدعوا بها شباب أهل السنة.

وليُثبتوا بها عقيدة عوامِّ الشيعة بأنَّ في كتب أهل السُّنَّة ما يؤكِّد صحة دين الشيعة الرَّوافض.

الحمد لله، إنَّ درجة الوعي الإسلامي الآن في فهم تيارات التغريب والباطنية والشيعة الرَّوافض والماسونية قد أصبحت عالية بفضل الله، وتزداد يومًا بعد يوم.

وما يمكن أن يُخدع به المسلمون الواعون لحقيقة ما يُكتب ويُثار من الشبهات عن الإسلام العظيم، فإنَّ دوافعهم لم تَعُد تخفى على الكثير.

فلقد اتحد الصليبيون مع الشيعة الرَّوافض مع اليهود ضد الإسلام، خاصة في العشرين سنة الماضية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، فتوحَّدت جهودهم للقضاء على الإسلام.

وهذه الأسماء والمؤلَّفات والكتب أصبحت مكشوفة ومعروفة الهوية، ولذلك فهي لا تستطيع أن تكسب ثقة قارئ واحد من المؤمنين بالتوحيد وعقيدة السلف الصالح في الإسلام الحنيف.

وهو ما يُزعج هؤلاء الخبثاء من مثيري الفتن والشبهات والافتراءات على الإسلام.

إن خطط التغريب الصليبي والمد الشيعي والغزو الثقافي قد كُشِفت تمامًا بفضل جهود العلماء وطلبة العلم وشباب المسلمين المهتمين بالدعوة الإسلامية.

فمهما حاولوا من تغيير جلودهم ومصادرهم، ومهما خلطوا أوراقهم، ومهما نشرت لهم الصحف الكبرى والقنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية وروَّجت لهم، ومهما حال الوقت بين إظهار مفترياتهم وشبهاتهم وبين تصحيحها والرد عليها، فهزيمة هؤلاء الحاقدين الخونة محتومة، وسيرتدُّ الكيد إلى نحور أهله بفضل الله عز وجل.

﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.

﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) لِيُمَيِّزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37)﴾ [الأنفال: 36-37].

كتاب تفسير الكشَّاف للزمخشري:

أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي.

هذا كتاب تفسير للقرآن كتبه إمام من المعتزلة، وفيه الموضوع والضعيف.

وقد اعتنى ابن حجر بتخريج أحاديثه في كتاب مستقل، طُبع على هامش كتاب الكشَّاف.
إجمالًا، فهذا الكتاب ليس من كتب الحديث المعتمدة لدى أهل السنة، وليس بحجة عندنا.

الزمخشري (467 - 538هـ / 1074 - 1143م).

أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري جار الله. كان إمامًا في التفسير والنحو واللغة والأدب، واسع العلم في علوم شتى، وكان معتزلي المذهب.

مؤلفات الزمخشري:

ألَّف الزمخشري تصانيف عديدة في صنوف المعرفة المختلفة، ففي تفسير القرآن الكريم ألَّف كتابه الكشَّاف الذي وُصف بأنه لم يُصنَّف قبله مثله.

وفي تفسير الحديث صنف كتاب الفائق.

وله في اللغة كتاب أساس البلاغة.

أما في النحو فقد صنف كتبًا كثيرة منها: المفصَّل، وقد اعتنى بشرحه خلق كثير، والأنموذج، والمفرد، والمؤلَّف، وشرح أبيات كتاب سيبويه.

(نقلًا عن الموسوعة العربية العالمية).