مسألة البسملة من القضايا التي تناولها العلماء بإمعان، لا من جهة إثباتها أو إنكارها في القرآن، بل من جهة حكمها ضمن السور، خاصة سورة الفاتحة. وقد تنوّعت آراء الفقهاء بين مثبت لها كآية من الفاتحة ومن كل سورة، وبين منكر لكونها من السور أصلًا، معتبرًا إيّاها آية مستقلة للفصل.
يتناول هذا المقال موقف المذهب الحنفي من هذه المسألة بدقة، موضحًا أقوال أئمته، وتفصيلاتهم، وتأصيلاتهم في كون البسملة آية من القرآن الكريم نزلت للفصل بين السور، لا على أنها جزء من أي سورة - بما فيها الفاتحة - باستثناء ورودها في سورة النمل. كما يبرز المقال تمايز الرؤية الحنفية، التي جمعت بين إثبات قرآنية البسملة، ونفي اندراجها ضمن بنية السور.

الحنفية:

البسملَةَ آيةٌ مِنَ القُرْآنِ مقرون ة مَعَ السُّوَرِ؛ نَقَلَه عن داود وأبي حَنِيفَةَ، قال: "وهُوَ قَوْلٌ بَيِّنٌ لِمَنْ أنْصَفَ".

نكت وتنبيهات في تفسير القران المجيد جزء 2 صفحة 53

(وَهِيَ) أَيْ الْبَسْمَلَةُ (آيَةٌ مِنْ الْقُرْآنِ أُنْزِلَتْ لِلْفَصْلِ بَيْنَ السُّوَرِ لَيْسَتْ مِنْ الْفَاتِحَةِ، وَلَا مِنْ كُلِّ سُورَةٍ)... إلخ

مجمع الانهر في شرح ملتقى الابحر جزء 1 صفحة 95

اختصار اقوال الفقهاء:

 قال الشيخ صالح الفوزان حفظة الله في كتابه تفسير سورة الفاتحة ومنزلتها ومكانتها... صفحة 11:

فالبسملة عند الشافعي آية من الفاتحة، واما الجمهور فالبسملة عندهم ليست آية من الفاتحة ولا من غيرها من سور القرآن، الا التي في سورة النمل فإنها بإجماع العلماء بعض آية من تلك السورة، وذلك في قوله تعالى: إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.

واما في غير ذلك فهي آية مستقلة، وليست خاصة بسورة معينة، ولذا لا يوجد في أي مصحف كتابة رقم (1) عليها سائر السور غير سورة الفاتحة، وذلك لانها آية مستقلة نزلت للفصل بين السور ولذا يؤتى بها في أول كل سورة الا في اول سورة براءة.

من مختارات السقيفة:

¨   شبهة أن ابن عمر كان يقول في الآذان حي على خير العمل

¨   موقف عمر سهم أهل البيت من الخمس

¨   نظرية الخُمس بين الفقيه والإمام الغائب

¨   روايات الشيعة التي تنقض عصمة النبي صلى الله عليه وسلم

¨   كل راية قبل القائم طاغوت

¨   من هم الشيعة الاثنا عشرية؟

¨   موقف أهل البيت من الصديق

¨   معنى الرجعة عند الامامية

البسملة فى الفاتحة:

 

قال الشوكانى فى باب (ما جاء فى بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ):" وقد اختلفوا هل هى آية من الفاتحة فقط، أو من كل سورة، أو ليست بآية؟ فذهب ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وطاوس وعطاء ومكحول وابن المبارك وطائفة إلى أنها آية من الفاتحة، ومن كل سورة غير براءة. وحكى عن أحمد وإسحاق وأبى عبيد وجماعة أهل الكوفة ومكة وأكثر العراقيين، وحكاه الخطابى عن أبى هريرة وسعيد بن جبير، ورواه البيهقى فى [الخلافيات بإسناده عن على بن أبى طالب والزهرى وسفيان الثورى، وحكاه فى] " السنن الكبرى" عن ابن عباس ومحمد بن كعب أنها آية من الفاتحة فقط (2).

وحكى عن الأوزاعى ومالك وأبى حنيفة وداود، وهو رواية عن أحمد: أنها ليست آية فى الفاتحة ولا فى أوائل السور. وقال أبو بكر الرازى وغيره من الحنفية: هى آية بين كل سورتين غير الأنفال وبراءة، وليست من السور، بل هى قرآن مستقل كسورة قصيرة.

وحكى ذلك عن داود وأصحابه، وهو رواية عن أحمد (3).

نظرات في كتاب الله جزء 1 صفحة 129 باب البسملة في الفاتحة