من أبرز سمات الفرقة الشيعية الضالّة أنها تعتمد على الأحاديث الموضوعة والمكذوبة لتثبيت عقائدها التي لا أصل لها في الإسلام، وتنسب تلك الأكاذيب إلى آل بيت النبي ﷺ لتبرير غلوّها في الأئمة وادّعاء العصمة لهم.
وقد أدّى هذا الانحراف إلى نشوء عشرات الفرق الشيعية المتناحرة التي يكفّر بعضها بعضًا، حتى وصل الأمر إلى أن كبار علماء الشيعة أنفسهم صرّحوا بأن الزيدية والواقفية والفطحية – وهم جميعًا من فِرَق الشيعة – كحكم النواصب أي كأعداء آل البيت عندهم!
وهذا النصّ العجيب الذي نقله العالم الشيعي يوسف البحراني في كتابه الحدائق الناضرة يُظهر بوضوح أن الشيعة الاثني عشرية لا يرون في مخالفيهم من الشيعة سوى كفار وناصبة، مما يفضح حقيقة هذا المذهب القائم على التكفير الداخلي والتناحر الطائفي لا على المحبة المزعومة لأهل البيت.
النصّ كما في كتب الشيعة
قال يوسف البحراني في الحدائق الناضرة (ج 5 ص 189):
"ينبغي أن يُعلَم أن جميع من خرج عن الفرقة الاثني عشرية من أفراد الشيعة كالزيدية والواقفية والفطحية ونحوها فإن الظاهر أن حكمهم كحكم النواصب فيما ذكرنا، لأن من أنكر واحدًا منهم (عليهم السلام) كان كمن أنكر الجميع كما وردت به أخبارهم.
ومما ورد من الأخبار الدالة على ما ذكرنا ما رواه الثقة الجليل أبو عمرو الكشي في كتاب الرجال بإسناده عن ابن أبي عمير عن من حدثه قال:
سألت محمد بن علي الرضا (عليه السلام) عن هذه الآية: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ﴾، قال: وردت في النُّصّاب، والزيدية والواقفية من النُّصّاب."
انتهى كلامه.
شرح النص وبيان معناه
في هذا النصّ يُعلن يوسف البحراني – وهو من أكابر فقهاء الشيعة الإمامية – أن كل من لا يؤمن بإمامة الأئمة الاثني عشر من فرق الشيعة كالزيدية والواقفية والفطحية، يُعَدّ عندهم من النواصب أي أعداء آل البيت.
ويستدل على ذلك برواية يزعم أنها عن الإمام "محمد بن علي الرضا"، ويُفسّر فيها قوله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ﴾ (سورة الغاشية: 2–3)
بأنها نزلت في "الزيدية والواقفية"!
وهذا تأويل باطل غريب، لا دليل عليه من كتاب الله ولا من سنة نبيه ﷺ، وإنما هو افتراءٌ وكذبٌ على القرآن الكريم لتكفير مخالفيهم.
الردّ وبيان التناقض
هذا القول من البحراني وأمثاله يكشف تناقض الشيعة في عقيدتهم:
فهم يزعمون محبة آل البيت، لكنهم في الوقت نفسه يكفّرون من الشيعة أنفسهم إن خالفوهم في القول بعدد الأئمة أو في تفاصيل العقيدة، حتى جعلوا الزيدية والواقفية والفطحية في منزلة النواصب الذين يكرهون آل البيت!
فأين المحبة والوحدة التي يدّعونها؟
بل أين العقل في مذهب يجعل مخالفة رأي فقهي أو عقدي سببًا في التكفير واللعن والطعن؟
قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ﴾ (سورة الأنعام: 159)
فهؤلاء الذين فرّقوا الدين وابتدعوا في العقيدة ليسوا من الإسلام في شيء، كما نصّت الآية الكريمة.
وهكذا يظهر أن الشيعة الاثني عشرية أشدّ تفرّقًا من غيرهم، وأن مذهبهم يقوم على تكفير كل من خالفهم، حتى من داخل البيت الشيعي نفسه.