يتناول هذا المقال سيرة مهدي الرافضة كما وردت في كتبهم المعتبرة، لنكشف من خلالها الصورة الحقيقية لهذا المهدي المزعوم الذي يتخيلونه حاكمًا دمويًا يسير بالقتل والانتقام، لا بالعدل والرحمة كما جاءت به شريعة الإسلام. فالروايات الرافضية تصوّره قاتلًا لا يستتيب أحدًا، يبيد العرب وقريشًا، ويأتي بكتاب غير القرآن الذي بين أيدي المسلمين، زاعمين أنه "القرآن التام" الذي أخفاه أهل البيت! وهذه المزاعم الخطيرة تكشف عمق انحراف هذه الفرقة الضالة، وبيان ما في معتقدهم من طعن في كتاب الله، وفي النبي صلى الله عليه وسلم، وفي أئمة أهل البيت الذين تبرأوا من الغلو والبدع. هذا المقال يسلط الضوء على تناقضاتهم في وصف مهديهم، وعلى الحقد الدفين الذي تحمله رواياتهم تجاه العرب وقريش خاصة، بما يبيّن أن مهديهم ليس من الإسلام في شيء، بل هو رمز لفكر منحرف قائم على البغض والانتقام لا على الرحمة والهداية.

قال النعماني:

"أخبرنا علي بن الحسين بهذا الإسناد، عن محمد بن علي الكوفي، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن أبي خديجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: " أن عليا (عليه السلام) قال: كان لي أن أقتل المولي وأجهز على الجريح، ولكني تركت ذلك للعاقبة من أصحابي أن جرحوا لم يقتلوا، والقائم له أن يقتل المولي ويجهز على الجريح " اهـ.[1]

وقال: " أخبرنا علي بن الحسين، قال: حدثني محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن حسان الرازي، عن محمد بن علي الكوفي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن عبد الله بن بكير، عن أبيه، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: " قلت له: صالح من الصالحين سمه لي - أريد القائم (عليه السلام) -، فقال: اسمه اسمي. قلت: أيسير بسيرة محمد (صلى الله عليه وآله)؟ قال: هيهات هيهات يا زرارة، ما يسير بسيرته. قلت: جعلت فداك، لم؟ قال: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) سار في أمته بالمن، كان يتألف الناس، والقائم يسير بالقتل، بذاك أمر في الكتاب الذي معه أن يسير بالقتل ولا يستتيب أحدا، ويل لمن ناواه " اهـ. [2]

المقصود بالكتاب الذي مع مهدي الرافضة هو القران الذي كتبه علي رضي الله عنه على حسب ما يدعيه الرافضة، قال محمد تقي الاصفهاني: " موسى (عليه السلام) قال الله تعالى: {ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه} الآية.

قال الطبرسي (رهـ) في مجمع البيان يريد أن قومه اختلفوا فيه، أي في صحة الكتاب الذي أنزل عليه. القائم (عليه السلام) كذلك يختلف في الكتاب الذي معه وهو ما جمعه أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو القرآن التام المدخر عند الحجة (عليه السلام). - ويدل على ذلك ما في روضة الكافي بإسناده عن أبي جعفر في قوله تعالى * {ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه}.

 قال: اختلفوا فيه كما اختلفت هذه الأمة في الكتاب وسيختلفون في الكتاب الذي مع القائم الذي يأتيهم به حتى ينكره ناس كثير فيقدمهم ويضرب أعناقهم " اهـ.[3]

فقران مهدي الرافضة تام، والقران الذي بين ايدي المسلمين ناقص والعياذ بالله تعالى!
ويلزم الرافضة أن القران الموجود عند مهديهم معطل، وان احكامه لا تصلح للامة منذ عصر الرسالة والى وقت ظهور مهدي الرافضة، وفي هذا من الكفر ما لا يخفى على مسلم، وطعن برسول الله صلى الله عليه واله وسلم، وائمة اهل البيت رضي الله عنهم بكتمان كتاب الله تعالى، وأحكامه على الامة.

وقال النعماني:

 " أخبرنا علي بن الحسين، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن حسان الرازي، عن محمد بن علي الكوفي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، قال: " سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم إلا يروه، مما يقتل من الناس، أما إنه لا يبدأ إلا بقريش فلا يأخذ منها إلا السيف، ولا يعطيها إلا السيف، حتى يقول كثير من الناس: ليس هذا من آل محمد، ولو كان من آل محمد لرحم " اهـ.[4]

لا أدرى لماذا كل هذا الحقد على قريش؟!، ولماذا لا يعرض عليهم الاسلام، واحكامه لينال الأجر بهدايتهم؟

وقال: " أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، قال: حدثنا علي بن الحسين، عن محمد بن خالد، عن ثعلبة بن ميمون، عن الحسن بن هارون بياع الأنماط، قال: " كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) جالسا، فسأله المعلى بن خنيس: أيسير القائم إذا قام بخلاف سيرة علي (عليه السلام)؟ فقال: نعم، وذاك أن عليا سار بالمن والكف، لأنه علم أن شيعته سيظهر عليهم من بعده، وأن القائم إذا قام سار فيهم بالسيف والسبي، وذلك أنه يعلم أن شيعته لم يظهر عليهم من بعده أبدا " اهـ.[5]

في هذه الرواية يسير مهدي الرافضة بخلاف سيرة علي رضي الله عنه مع مخالفيه، فيقوم بالقتل والسبي!، هل يجوز قتل، وسبي المخالف المسلم في الاسلام يارافضة؟!!!، وهل سيسبي مهديكم فرق الاسلام المخالفة لعقائد الرافضة، كأهل الحديث والاشاعرة، والماتريدية، والمعتزلة، والصوفية، والزيدية وغيرها؟

وقال: " أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب أبو الحسين الجعفي، قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه ووهيب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: " إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف، ما يأخذ منها إلا السيف، وما يستعجلون بخروج القائم؟ والله ما لباسه إلا الغليظ، وما طعامه إلا الشعير الجشب، وما هو إلا السيف، والموت تحت ظل السيف " اهـ.[6]

وقال: " حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحسن ابن حازم، قال: حدثنا عبيس بن هشام، عن عبد الله بن جبلة، عن علي بن أبي المغيرة، قال: حدثنا عبد الله بن شريك العامري، عن بشر بن غالب الأسدي، قال: " قال لي الحسين بن علي (عليهما السلام): يا بشر، ما بقاء قريش إذا قدم القائم المهدي منهم خمسمائة رجل فضرب أعناقهم صبرا، ثم قدم خمسمائة فضرب أعناقهم صبرا، ثم خمسمائة فضرب أعناقهم صبرا، قال: فقلت له: أصلحك الله، أيبلغون ذلك؟ فقال الحسين بن علي (عليهما السلام): أن مولى القوم منهم. قال: فقال لي بشير بن غالب أخو بشر بن غالب: أشهد أن الحسين بن علي (عليهما السلام) عد على أخي ست عدات، أو قال: ست عددات - على اختلاف الرواية - " اهـ.[7]

وقال: " أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم، قال: حدثني محمد بن عبد الله بن زرارة، عن الحارث بن المغيرة وذريح المحاربي، قالا: " قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما بقي بيننا وبين العرب إلا الذبح، وأومأ بيده إلى حلقه " اهـ.[8]

لماذا كل هذا الحقد على العرب عموما، وعلى قريش خصوصا؟!.

هل مهدي الرافضة داعية الى عرق معين، أم الى دين لا يفرق بين الاعراق، وانما التفاضل بالتقوى؟!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ص 237.

2- 15 -2 كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ص 236 – 237.

3-  مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج 1 - ص 184 – 185.

4- كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ص 238.

5- كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ص 237.

6- كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ص 239.

7- كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ص 240 – 241.–

8- كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ص 241.