هل كتب الله التوراة لموسى بيده؟ كشف الحقيقة والرد على الشبهات

تنتشر بين أتباع الفرقة الشيعية الضالّة روايات وأحاديث ملفّقة ومزيفة تهدف إلى تشويه العقائد الصحيحة، ومن أبرز هذه الشبهات: الادعاء بأن الله كتب التوراة لموسى عليه السلام بيده حرفيًا، كما ورد في بعض المصادر غير الموثوقة، مع تفسيرها بشكل يسيء إلى فهم النصوص القرآنية والسنة النبوية.

والحقيقة أنّ هذه الرواية مجهولة، ومنكرها أهل العلم، ولم يُثبت عن النبي ﷺ، ويقع من يروّج لها في باب الإسرائيليات المكذوبة التي تحرف الحق. هذا المقال يوضح حقيقة هذا الادعاء، ويبين الفرق بين ما ورد في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، والباطل الذي يروّج له بعض أتباع الفرق الضالة، مع رد حجاجي علمي مدعوم بالمصادر الموثوقة.

الشبهة:

ورد في بعض المصادر الشيعية مثل رواية عيسى بن محمد عن يزيد بن هارون:

«حدثنا الحسين الحريري عن أبي عطاف قال: كتب الله التوراة لموسى عليه السلام بيده وهو مسند ظهره إلى الصخرة في ألواح من در فسمع صريف القلم ليس بينه وبينه إلا الحجاب».

ويستدل الشيعة على هذه الرواية على أنّ الله تعالى كتب التوراة بيده المخلوقة، وأن هناك تشبيهًا لذاته بالمخلوق، مع تجاهل التحقيق العلمي والشرعي في صحة الرواية.

الرد على الشبهة

1- الرواية مجهولة المصدر

الرواية مروية عن أبي عطاف، وهو مجهول، ولم يثبت عن النبي ﷺ

عبد الله بن الإمام أحمد نقلها عن أبي عطاف، ولم يُروَ عنها إلا الجريري، وهذا سبب كافٍ لرفضها لدى أهل العلم

قال عبد الكريم الحميد في "الابطال والرفض": ((أن الله كتب التوراة لموسى بيده وهو مسند ظهره إلى الصخرة)) رواية باطلة ومجهولة ولا يُحتج بها في العقيدة.

-2 الوحي لا يحتاج إلى كتابته باليد

القرآن الكريم يوضح أن الوحي أُنزل بكلمات الله على قلب موسى عليه السلام، ثم أُوتِيَ التوراة بأمر الله

الله تعالى ليس كمثله شيء، فلا يجوز التشبيه بين صفاته وبين أي خلق

ما يُفهم من "كتابة التوراة بيده" في الروايات المجهولة هو تشبيه خاطئ وليس نصًا شرعيًا

-3 قاعدة أهل السنة والجماعة

أهل السنة يرفضون الروايات المكذوبة ويحتجون بالقرآن الكريم والسنة الصحيحة

كما قال الإمام النووي وابن حجر في بيان أن الصفات الإلهية لا تشبه المخلوق أبدًا

هذا ينطبق على أي رواية تدّعي أن الله كتب التوراة بيدٍ مخلوقة أو بطريقة مشابهة للمخلوق.

المصادر:

1)              القرآن الكريم.

2)              فتح الباري – ابن حجر.

3)              الابطال والرفض لابو محمد عبد الكريم بن صالح بن عبد الكريم الحميد – ج 1 ص 200.

4)              صحيح مسلم – كتاب الإيمان.

5)              كتب العقيدة السلفية – باب الرؤية والوحي.