السؤال:                               

   س 1/ مَن هم الشيعة؟

الجواب:                             

أجابَ شيخُهم محمد بن محمد بن النعمان الْمُلقَّب عندهم بالمفيد ت413 بأنهم: (أتباعُ أميرِ المؤمنينَ عليّ ع[1] على سبيل الولاءِ والاعتقادِ لإمامته بعدَ الرسولِ ص بلا فصلٍ[2]، ونفي الإمامةِ عمَّن تقدَّمَهُ في مقام الخلافة، وجعله في الاعتقاد متبوعاً لهم غير تابع لأحدٍ منهم على وجه الاقتداء[3])[4].

     التعليق: إنَّ لفظَ الشيعةِ إذا أُطلقَ اليوم فإنه لا يَنصرفُ إلاَّ إلى طائفة الاثنى عشرية([5])، وذلكَ لأنَّ الاثنى عشرية هم غالبيةُ الشيعةِ اليوم في إيران، والعراق، وسوريا، ولبنان ودول الخليج، وغير ذلك من الأماكن، ولأنَّ مصادرهم في الحديث والروايةِ قد استوعبت مُعظمَ آراءِ الفرقِ الشيعيةِ التي خَرَجَت في فترات التاريخ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] يرمزون بـ (ص) اختصاراً لقولهم: صلى الله عليه وآله، وهذا تقصير في حق النبيِّ ، ويرمزون بـ (ع) اختصاراً لقولهم u، وفي هذا تخصيص لعليِّ t وبقية أئمتهم بلا دليل دون غيرهم من الآل والصحابة }.

[2] المراد بذلك: أن الشيعي الإمامي هو من يعتقد أن علياً t الخليفة بعد الرسول  مباشرة بلا فصل، أي: فهو الخليفة بعد الرسول  وهذا مبنيٌّ على إنكار الشيعة لصحَّـة خلافة الخلفاء الثلاثة (أبو بكر وعمر وعثمان }) فوصفُ التشيُّع لا يَصدُق - في نظر شيخهم المفيد - إلاَّ على مَن اعتقدَ خلافة عليِّ بن أبي طالب t ممتدة من حين التحاق الرسول  بالرفيق الأعلى إلى أن استُشهدَ عليٌّ t.

[3] فعليٌّ t عنده في الظاهر تابعٌ للخلفاء الثلاثة وفي الباطن متبوعٌ لهم فاتباعه للخلفاء - في نظر شيخهم المفيد - ليس على وجه الاقتداء وإنما على وجه التقيَّة، وليس على وجه الاعتقاد وإنما على وجه الموافقة في الظاهر فقط.

[4] أوائل المقالات في المذاهب المختارات لشيخهم المفيد ص35 (باب القول في الفرق بين الشيعة فيما نُسبت به إلى التشيُّع، والمعتزلة فيما استحقَّت به اسم الاعتزال).

[5] قاله: حسين النوري الطبرسي ت1320 في كتابه مستدرك الوسائل ج3/311، وهذا الكتاب مستدرك على وسائل الشيعة لمحمد بن الحسن الحر العاملي ت1104 يزعم فيه النوري أنه جمعَ فيه روايات وأحاديث أئمته، وأوجبَ آيتهم أغا بزرك الطهراني ت1389 - في كتابه الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج2/110-111 رقم 436 - على علمائه الاطلاع على المستدرك لعظم منزلته عندهم، فقال: (يجبُ على عامة المجتهدين الفحول أن يطلعوا عليها، ويرجعوا إليها في استنباط الأحكام) وقال: (بأن الحجة للمجتهد في عصرنا هذا لا تتمُّ قبل الرجوع إلى المستدرك والاطلاع على ما فيه من الأحاديث)، يُنظر: أصل الشيعة وأصولها ص63 (المقصد الثاني) لمحمد آل كاشف الغطاء ت1376