تُعدّ الفرقة الشيعية من أكثر الفرق الضالة التي انحرفت عن منهج أهل الإسلام، وابتعدت عن العقيدة الصحيحة التي جاء بها النبي ﷺ، فابتدعوا روايات باطلة، وأحاديث مكذوبة، وتأويلات فاسدة لا أصل لها في كتاب الله ولا في سنة رسوله. ومن أخطر ما يروّجه الشيعة المعاصرون محاولاتهم تحريف النصوص المحكمة، وبناء عقيدة مخالفة للقرآن والسنة من خلال أحاديث موضوعة وتأويلات مخالفة لمنهج السلف الصالح. وفي هذا المقال نسلّط الضوء على واحدة من الشبهات التي اختلقوها حول آية التجلي في قصة موسى عليه السلام، ونبيّن بالدليل القاطع فساد فهمهم، مستندين إلى أصول العقيدة الإسلامية الصحيحة كما فهمها الصحابة والتابعون وأئمة أهل السنة.

قال تعالى: ﴿وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ

هل يظن بكليم الله ورسوله أن يسأل الله عز وجل مالا يجوز عليه؟

هل الجهمية أعلم من موسى عليه السلام بالله عز وجل؟

لماذا الله عز وجل لم ينكر على موسى عليه السلام هذا السؤال كما أنكر على نوح لما سأله نجاة ابنه، قال تعالى: ﴿قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أن أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (47)﴾؟

لماذا الله عز وجل قال لن تراني ولم يقل أنى لا اُرى أو لست بمرئي؟

كيف الله عز وجل يتجلى للجبل الذي ليس عليه ثواب وعقاب ولا يتجلى للمؤمنين في الجنة؟

الإلزامات الموجّهة للشيعة:

إلزام 1:

إذا كان سؤال موسى عليه السلام محرّمًا كما تزعمون، فهل موسى – وهو كليم الرحمن – يجهل ما تزعمون أنكم تعلمونه؟ وهل أنتم أعلم بالله منه؟

إلزام 2:

إذا كانت رؤية الله مستحيلة عندكم، فلماذا لم يقل الله تعالى لموسى: "إني لا أُرى" بدل قوله: "لن تراني"؟ وهل يعجز الله عن التعبير باللفظ الواضح الذي يقطع الشبهة؟

إلزام 3:

كيف تحكمون باستحالة رؤية الله وأنتم تقرؤون في القرآن أن الله تجلّى للجبل؟ وهل يتجلّى الله لجماد لا ثواب له ولا عقاب ولا يتجلّى لأهل الجنة المكرّمين؟

إلزام 4:

إن كان الله لا يُرى مطلقًا كما تدّعون، فكيف يجعل الله التجلي للجبل آية على إمكان الرؤية، ويقول: ﴿فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي﴾؟ وهل يقول الله "سوف تراني" لشيء مستحيل؟

إلزام 5:

إذا كانت رؤية الله محالًا، فلماذا لم ينهَر الله موسى كما نَهَر نوحًا بقوله ﴿فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾؟ أم أن نوحًا – عندكم – أعلم بالله من موسى؟

إلزام 6:

كيف تُنكرون رؤية الله وقد صرّح القرآن: ﴿إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾؟ هل أنتم أغير على التوحيد من الله الذي أنزل الآية؟

إلزام 7:

هل تُكذّبون النبي ﷺ في الحديث المتواتر: "إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر"؟ ومن هو المرجع عندكم: كلام المعصوم ﷺ أم كلام المعمّمين؟

إلزام 8:

إذا كان "لن" تفيد النفي الأبدي كما تدّعون، فكيف قال تعالى عن اليهود: ﴿لَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا﴾ ثم يتمنّون الموت يوم القيامة؟ هل القرآن عندكم متناقض؟

إلزام 9:

ما تفسيركم لقوله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾؟ إن قلتم: "منتظرة"، فقد خالفتم لغة العرب، وإن قلتم: "تنظر إلى الله" فقد بطل قولكم.

إلزام 10:

كيف تدّعون اتباع آل البيت وأنتم تخالفون عقيدة علي بن أبي طالب وابن عباس وأهل البيت كلهم الذين أثبتوا رؤية الله؟

إلزام 11:

هل يعقل أن يكون الجبل قادرًا على التجلي الإلهي – ولو لحظة – وأنتم تزعمون أن المؤمنين في الجنة لا يرونه؟ أليس المؤمنون أشرف من الجبال؟

إلزام 12:

إن أنكرتم رؤية الله في الآخرة، فماذا تفعلون بالأحاديث المتواترة التي نقلها آلاف الثقات؟ هل تتهمون الأمة كلها – منذ عهد الصحابة – بالخطأ وأنتم وحدكم على الحق؟

إلزام 13:

تفسيركم للآية مبني على عقائد الجهمية، فإذا كنتم ترفضون الجهمية في اسم، فلماذا تأخذون عقيدتهم في الصفات؟

إلزام 14:

إن كان سؤال موسى خطأ، فلماذا تاب موسى من الصعق لا من السؤال؟ وهل الله يعاقب على السؤال الجائز أم يمنح المعرفة لمن يستحق؟

إلزام 15:

لماذا تتجاهلون أن رؤية الله في الجنة هي من أعظم النعيم، وأنها وردت في كتبكم التي لم تحذفوها بعد؟ فلماذا تخفون ما في تراثكم؟

إلزام 16:

هل يستطيع أي عالم منكم أن يأتي بقول واحد لصحابي واحد ينفي رؤية الله في الآخرة؟ إن لم تجدوا، فقد تبيّن أنكم على غير هدي الصحابة.