الرد بطريقة علمية قوية على الحاقدين على الإسلام، الذين يطعنون في ريحانة بيت النبوة، أم المؤمنين؛ الصديقة عائشة رضي الله عنها - إنما هو في الحقيقة دفاعٌ عن شرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودفاع عن الإسلام جملة وتفصيلًا، وسوف نذكر بعض الشُّبُهات والطعون التي أثارها الحاقدون على الإسلام ضد الطاهرة العفيفة أمِّ المؤمنين عائشةَ زوجةِ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ونذكر الرد على هذه الشبهات والطعون، فأقول وبالله تعالى التوفيق

الشبهة الخامسة: اتهام عائشة بالتحريض على قتل عثمان

الطعن: زعموا أنها كانت تأمر بقتل عثمان وتقول: اقتلوا نعثلًا.

الرد:

1- أين الدليل؟ لا يوجد أي سند صحيح يثبت هذا القول.

2- النفي الصريح: عائشة أنكرت تمامًا هذه التهمة. قالت: "لا والذي آمن به المؤمنون، وكفر به الكافرون، ما كتبتُ إليهم بسوداءَ في بيضاءَ"؛ [ابن سعد، الطبقات، ج3، ص60].

3- قولها في عثمان: قالت: "قتل مظلومًا، لعن الله قاتليه"؛ [التاريخ الكبير للبخاري، ج4، ص358].

4- رواياتها في فضله: روى مسلم عنها حديث: "ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة"، وهو في عثمان؛ [مسلم: 2401].

الشبهة السادسة: تخصيص عائشة بلقب أم المؤمنين

الطعن: قالوا إنه لا يُطلق لقب "أم المؤمنين" إلا على عائشة فقط.

الرد:

هذا خطأ بيّن؛ بل كل زوجات النبي صلى الله عليه وسلم هن أمهات المؤمنين بالنص القرآني: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ﴾ [الأحزاب: 6]؛ [منهاج السنة، ج4، ص366].

الشبهة السابعة: امتناع عائشة عن ذكر اسم عليّ

الطعن: يزعمون أن عائشة كانت تكره ذكر علي بن أبي طالب.

الرد:

1- غياب الدليل: من هؤلاء المؤرخين الذين نقلوا هذا؟ وأين هي كتبهم؟

2- الرد النقلي: روى مسلم في صحيحه أن عائشة قالت لشريح بن هانئ: "عليك بابن أبي طالب، فسله، فإنه أعلم بهذا مني"؛ [مسلم: 276].

وهذا يدل على احترامها له وثقتها بعلمه.

كل ما يُثار حول عائشة رضي الله عنها من شبهات مصدره الحقد والافتراء، ويكفي أن الله برّأها من فوق سبع سموات، وأنها زوجة النبي في الدنيا والآخرة، وأنها أكثر نساء الأمة روايةً للحديث، وفضائلها متواترة بين أهل الإسلام.

قال الإمام الذهبي: "لو كان لعائشة ذنبٌ، فقد غفر الله لها، فهي أم المؤمنين بلا خلاف".