الرد بطريقة علمية قوية على الحاقدين على الإسلام، الذين يطعنون في ريحانة بيت النبوة، أم المؤمنين؛ الصديقة عائشة رضي الله عنها - إنما هو في الحقيقة دفاعٌ عن شرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودفاع عن الإسلام جملة وتفصيلًا، وسوف نذكر بعض الشُّبُهات والطعون التي أثارها الحاقدون على الإسلام ضد الطاهرة العفيفة أمِّ المؤمنين عائشةَ زوجةِ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ونذكر الرد على هذه الشبهات والطعون، فأقول وبالله تعالى التوفيق
الشبهة الثامنة: اتهام عائشة رضي الله عنها بالتورط في ما حدث بالبصرة
يقول بعض الطاعنين: إن جيش السيدة عائشة عندما دخل البصرة قام بنهب بيت المال، وأساء إلى عثمان بن حنيف - أحد صحابة رسول الله ﷺ - بإخراجه مهانًا.
الرد:
هذا الادعاء مردود من وجهين:
1- عدم علم عائشة رضي الله عنها بما جرى: فالأحداث التي وقعت لم تكن بعلمها ولا برضاها، وحين بلغها ما حدث لعثمان بن حنيف، اعتذرت له وسعت إلى استرضائه، مما يدل على براءتها من هذا التصرف.
2- وقوع مواقف مماثلة في صفوف الصحابة الآخرين: حيث إن جيش علي بن أبي طالب رضي الله عنه فعل أمرًا مشابهًا مع أبي موسى الأشعري، حيث نُهب بيته وأُحرقت داره عندما دخلوا الكوفة، كما في [مختصر التحفة الاثني عشرية، ص 269].
الشبهة التاسعة: اتهام عائشة بالغيرة الشديدة من خديجة
استدل البعض بقول عائشة رضي الله عنها: "ما غرت على أحد من نساء النبي ﷺ ما غرت على خديجة، وما رأيتها"، [البخاري: 3818، مسلم: 2435]، وقالوا إن ذلك دليل على حقدها أو كراهيتها.
الرد:
1- الغيرة طبيعة نسائية فطرية: وهذا لا يُلام عليه أحد، بل هي دليل على المحبة.
2- لو ترتب على الغيرة تصرف خاطئ، فإن اللوم يوجه للفعل وليس للنفس البشرية نفسها.
3- ورد في الحديث الصحيح عن أم سلمة موقف لعائشة يدل على غيرتها، ولم يعاتبها النبي ﷺ، بل قال: "غارت أمكم" [صحيح النسائي 2/62]، مما يدل على تعامله الرقيق مع طبيعتها كأنثى.
الشبهة العاشرة: ندم عائشة رضي الله عنها على مشاركتها في وقعة الجمل
يزعم البعض أنها كانت تقول في أواخر حياتها: "قاتلت عليًّا، ووددت أني كنت نسيًا منسيًا".
الرد:
1- الرواية بهذه الصيغة غير صحيحة، وما صحّ هو بكاؤها الشديد عند تذكّر يوم الجمل، ندمًا على ذهابها إلى العراق [التحفة: ص 270].
2- قالت عند موتها: "إني أحدثت بعد رسول الله ﷺ حدثًا، فادفنوني مع أزواجه"، وهذا إشارة لندمها.
3- الذهبي أوضح أن هذا الحدث كان عن اجتهاد وتأويل، بدافع النية الصالحة، مثل غيرها من كبار الصحابة كطلحة والزبير.
الشبهة الحادية عشرة: كراهية عائشة لجويرية بنت الحارث
استدلوا بحديث في مسند أحمد، أن عائشة قالت: "فكرهتها"، يقصد جويرية عندما رأتها أول مرة.
الرد:
1- القول نابع من الغيرة الطبيعية، ولا يُذم عليه أحد.
2- صدر هذا الشعور قبل إسلام جويرية، أي لم تكن زوجة للنبي ﷺ بعد.
3- بعد زواجها بالنبي ﷺ، أثنت عائشة عليها وقالت: "ما أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها"، مما يُسقط هذه الشبهة تمامًا