الرد بطريقة علمية قوية على الحاقدين على الإسلام، الذين يطعنون في ريحانة بيت النبوة، أم المؤمنين؛ الصديقة عائشة رضي الله عنها - إنما هو في الحقيقة دفاعٌ عن شرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودفاع عن الإسلام جملة وتفصيلًا، وسوف نذكر بعض الشُّبُهات والطعون التي أثارها الحاقدون على الإسلام ضد الطاهرة العفيفة أمِّ المؤمنين عائشةَ زوجةِ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ونذكر الرد على هذه الشبهات والطعون، فأقول وبالله تعالى التوفيق
يستدل الطاعنون بحديث فيه أن عائشة قالت للنبي ﷺ: "ألست تزعم أنك رسول الله؟ فهلا عدلت؟"، عندما تحوّل متاعها إلى جمل آخر.
الرد:
1- الحديث ضعيف، كما بيّنه الألباني في [الضعيفة: 2985].
2- رواهته عائشة نفسها، وفيه اعتراف ضمني وتوبة ضمنية.
3- النبي ﷺ التمس لها العذر، وقال: "إن الغيرى لا تبصر أسفل الوادي من أعلاه"، [أبو يعلى: 4670].
الشبهة الثالثة عشرة: الصراع مع زينب بنت جحش
اتهموها بسوء الخلق عند زواج النبي ﷺ بزينب بنت جحش.
الرد:
1- الزواج كان بأمر من الله تعالى، فلا يمكن أن تعترض عليه [الأحزاب: 37].
2- غيرة النساء طبيعية، وحدوثها لا يدل على خبث طبع.
3- رغم الغيرة، أثنت عائشة على زينب، وقالت عنها: "ما رأيت امرأة أتقى لله، وأصدق حديثًا منها" [مسلم: 2442].
الشبهة الرابعة عشرة: غيبتها لصفية بنت حيي
قالوا إنها اغتابت صفية لما وصفتها بالقِصر، والنبي ﷺ قال: "لقد قلتِ كلمةً لو مُزجت بماء البحر لمزجته"، [صحيح أبي داود: 4080].
الرد:
1- عائشة غير معصومة، وقد وقعت في الخطأ مرة، وتابت منه.
2- القول كان بسبب الغيرة، وليس عن كراهية أو خبث.
3- النبي ﷺ علّمها الصواب، ولم يتكرر منها الخطأ.
الشبهة الخامسة عشرة: خداع أسماء بنت النعمان الجونية
يزعمون أن عائشة خدعتها، وأشارت عليها أن تقول للنبي ﷺ: "أعوذ بالله منك"، فطلّقها.
الرد:
1- الروايات التي تتهم عائشة موضوعة، وهي من روايات الواقدي والكلبي، وكلاهما متروك.
2- الروايات الصحيحة - كحديث البخاري - لم تذكر عائشة أو غيرها، بل ورد أن المرأة نفسها قالت ذلك دون توجيه أحد.
3- في روايات البخاري ومسلم، يظهر أن النبي ﷺ أكرمها بردها إلى أهلها برفق دون أن يتهم أحدًا.
ختامًا
نختم هذا الرد بالتأكيد على أن عائشة رضي الله عنها كانت من أمهات المؤمنين، المبرّأة بنص القرآن، المعظَّمة من قِبل رسول الله ﷺ، وأن ما وقع منها من تصرفات فردية إنما كان بدافع الغيرة الطبيعية أو الاجتهاد، وقد تبين رجوعها عنها وندمها، فلا يجوز لأحد الطعن فيها.
﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا ﴾ [الأحزاب: 58]
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.