السؤال |
نشأت بيني وبين شخص علاقة حبٍّ، ونريد الزواج، المشكلة أننا مختلفان من حيث الطائفة، ونخشى ردَّة فعل أهلِنا، فهل ثمة طريقة كي نقنع أهلي وأهله بالأمر؟ |
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فيبدو من مشكلتكما الآتي:
1- أنتما لا زلتما صغيرَيْنِ نسبيًّا.
2- ويبدو أن أحدكما شيعي، والآخر سنيٌّ.
3- ويبدو أن كلًّا من الطائفتين لا تقبل السماح بالزواج من الطائفة الأخرى.
4- ولذا أنتما متخوفان من عدم موافقة أهاليكما على هذا الزواج.
5- وتسألان عن طريقة لإقناع أهاليكما بهذا الزواج.
فأقول مستعينًا بالله سبحانه:
أولًا: لا بد أن نعلم أن الفرق بين الطائفتين ليس سهلًا، بل هو في أصلٍ عظيمٍ وهو في إخلاص التوحيد لله سبحانه، ونبذ الشرك بجميع صوره، ولكن ربما أنكما لصغر عمركما، ونقص ثقافتكما لا تدركان ذلك.
ثانيًا: إذا علمتما بما سبق، فلا بد أن تدركا خطورة هذا الاختلاف الجذري بين السنة والشيعة.
ثالثًا: ولا بد أن تدركا أن هذا الاختلاف سيرافقكما في حياتكما، وسيؤثر على تربية أبنائكما، وسيلحظون هذا التناقض بين أبويهم، وسيسبِّب لهم بلبلة واضطرابًا وتوترًا.
رابعًا: أنتما الآن في سنٍّ مراهقة، لا تتعامل مع العقل، بل مع العاطفة فقط، وبعد أن تكبرا ستدركان غلطتكما وتندمان أو تنفصلان، وهنا: ما هو مصير الأبناء؟
خامسًا: متوقع بنسبة كبيرة جدًّا عدم موافقة والديكما؛ لأن كلًّا منهما يرى أنه على حق مطلق، وأن غيرهم على باطل مطلق، وأن الزواج من الطرف الثاني حماقة وطيش.
سادسًا: هناك حلٌّ مُرضٍ إن تيسَّر، وهو أن الشيعيَّ منكما يتحوَّل عن قناعة تامة إلى سُنِّيٍّ، لا عن مجرد تحقيق عاطفةٍ وحُلم وشهوة، وبعد ذلك يتم دراسة الموضوع بعقلانية لا بعاطفة فقط.
سابعًا: ومما يساعد بشكل قويٍّ جدًّا على تحقيق مطلبكما كثرةُ الدعاء؛ لقوله سبحانه: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60].
ثامنًا: كذلك توسيط عقلاء من العائلتين لإقناع والديكما.
تاسعًا: وكذلك كثرة الاستغفار؛ فقد جعله الله سببًا عظيمًا للرزق؛ فقال سبحانه: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12].
عاشرًا: استخيروا الله كثيرًا في مصارحة والديكما برغبتكما في هذا الزواج، فإن انشرحت صدوركما فأقدما، وإلا فانصرفا.
حادي عشر: ليعلم الشيعي منكما أن بقاءه شيعيًّا مشركًا بالله، يستغيث بالأموات والأولياء، أو يذبح لهم - خطرٌ جدًّا عليه في الدنيا والآخرة؛ لأن الله سبحانه قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الزمر: 65]، فالمشرك لا يسمى مسلمًا، ولا تُقبَل منه أي عبادة، ولا يدخل الجنة، بل مصيره جهنم، ولا يُزوَّج.
وفقكما الله للهدى والحق، وجنَّبكما الشرك والبدع، ويسَّر الله لكما ما فيه خير لكما.
وصلِّ اللهم على نبينا ومن والاه.