حادثة رزية يوم الخميس من أكثر الأحداث التي تناولها المؤرخون والمحدثون بالبحث والنقاش، فقد شهدت اللحظات الأخيرة من حياة النبي ﷺ جدلاً حول طلبه كتابة وصية للمسلمين.

يستشهد الشيعة بهذا الموقف لإثارة شبهات حول الصحابة، خصوصًا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بينما يرد أهل السنة والجماعة برؤية مختلفة تؤكد أن ما وقع لا يطعن في أحد من الصحابة ولا يقدح في عدالتهم. 

 مقالات ذات صلة:

إلزام: لماذا الولاية ليست ضمن أركان الإسلام الخمس

شبهة: رأيت ربي في المنام في صورة شاب موفر في خضر عليه ...

الخوئي وصدر المتألهين: لا مانع من التزام التجسيم الإلهي؟

في دين الشيعة (آية جديدة في سورة مريم).

في هذا المقال، سنعرض الرواية التي يوردها الشيعة، ونحللها في ضوء النصوص الصحيحة، ونتناول الآيات القرآنية ذات الصلة بوجوب طاعة الرسول ﷺ وحرمة معارضته، مع تفنيد الشبهات المثارة.

فلما سلم انصرف إلى منزله واستدعى أبا بكر وعمر وجماعة ممن حضر المسجد من المسلمين ثم قال: (ألم آمر أن تنفذوا جيش أسامة؟ !) قالوا: بلى يا رسول الله. قال: (فلم تأخرتم عن أمري؟).

 فقال أبو بكر: إنني كنت خرجت ثم عدت لأجدد بك عهدا.

 وقال عمر: يا رسول الله، لم أخرج لأنني لم أحب أن أسأل عنك الركب.

فقال النبي صلى الله عليه وآله: (فانفذوا جيش أسامة فانفذوا جيش أسامة) يكررها ثلاث مرات.

ثم أغمي عليه من التعب الذي لحقه والأسف، فمكث هنيهة مغمى عليه، وبكى المسلمون وارتفع النحيب من أزواجه وولده والنساء المسلمات ومن حضر من المسلمين.

فأفاق عليه وآله السلام فنظر إليهم، ثم قال. (ايتوني بدواة وكتف، أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا) ثم أغمي عليه، فقام بعض من حضر يلتمس دواة وكتفا فقال له عمر: ارجع، فإنه يهجر ! ! ! فرجع.

وندم من حضره على ما كان منهم من التضجيع في إحضار الدواة والكتف، فتلاوموا بينهم فقالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون، لقد أشفقنا من خلاف رسول الله.

فلما أفاق صلى الله عليه وآله قال بعضهم: ألا نأتيك بكتف يا رسول الله ودواة؟ فقال: (أبعد الذي قلتم!! لا، ولكنني أوصيكم بأهل بيتي خيرا) ثم أعرض بوجهه عن القوم فنهضوا، وبقي عنده العباس والفضل وعلي بن أبي طالب وأهل بيته خاصة.

الإرشاد للمفيد الجزء الأول ص183 - 184