الشبهة:

حدثنا عبد الله قال حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي قال:

حدثنا ابن فضيل عن أشعث عن محمد بن سيرين قال: « لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم أقسم علي أن لا يرتدي برداء إلا لجمعة حتى يجمع القرآن في مصحف ففعل فأرسل إليه أبو بكر بعد أيام أكرهت إمارتي يا أبا الحسن؟ قال: لا والله إلا أني أقسمت أن لا أرتدي برداء إلا لجمعة فبايعه ثم رجع».

رواه ابن أبي داود في (المصاحف1/ 34) وقال:

« لم يذكر المصحف أحد إلا أشعث وهو لين الحديث، وإنما رووا (حتى أجمع القرآن) يعني: أتم حفظه فإنه يقال للذي يحفظ القرآن قد جمع القرآن».

وهو عين ما قاله السيوطي في (جامع الأحاديث31/ 435).

ورواه الحافظ ابن كثير بصيغة التمريض (روي) حاكما بانقطاع إسناده، وقال مثل ما قال ابن أبي داود والسيوطي من أن المراد بالجمع هو حفظ القرآن (تفسير القرآن العظيم1/ 33).

قلت: ويؤكد أن الجمع هنا هو الحفظ ما رواه عبد الرزاق في مصنفه أنه خشي أن يتفلت عليه القرآن.

عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عكرمة قال: «لما بويع لابي بكر تخلف علي في بيته، فلقيه عمر فقال: تخلفت عن بيعة أبي بكر؟ فقال: إني آليت بيمين حين قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أرتدي برداء إلا إلى الصلاة المكتوبة حتى أجمع القرآن فإني خشيت أن يتفلت القرآن ثم خرج فبايعه» (المصنف5/ 450).

وهذا يبطل قول الرافضة أن عليا هو الذي جمع القرآن وليس أبا بكر وعمر.