من الأحاديث النبوية التي تحمل معاني عظيمة في باب العقيدة واللغة ما رواه الإمام أحمد في المسند عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا إن الإيمان يمان، والحكمة يمانية، وأجد نفس ربكم من قبل اليمن". وقد صححه أهل العلم وبيّنوا رجاله، وفسر العلماء معناه على ظاهره دون تحريف، إذ إن لفظ "النَّفَس" في اللغة يدل على التنفيس والتفريج عن المكروب، لا على النفس الذي هو الروح أو الذات. ومن هنا كان معنى الحديث أن الله سبحانه وتعالى يُنفّس عن المؤمنين الكربات، ويجعل ذلك من قبل أهل اليمن الذين نصروا الدين وشاركوا في الجهاد والفتوحات، وكان لهم أثر عظيم في نصرة الإسلام. وقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى أن أهل اليمن هم الذين قاتلوا أهل الردة وفتحوا الأمصار، فكان بهم فرج عظيم للمؤمنين.

أن هذا الحديث رواه الإمام أحمد في المسند من حديث أبي هريرة رضى الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا إن الإيمان يمان، والحكمة يمانية، وأجد نَفَسَ ربكم من قبل اليمن".

قال في "مجمع الزوائد":

(رجاله رجال الصحيح، غير شبيب وهو ثقة). قلت وكذا قال في "التقريب" عن شبيب: (ثقة، من الثالثة، وقد روى البخاري نحوه في التاريخ الكبير).

وهذا الحديث على ظاهره، والنفَس فيه اسم مصدر ينفس تنفيسا، مثل فرّج يفرج تفريجا وفَرَجا. هكذا قال أهل اللغة، كما في "النهاية" و"القاموس" و"مقاييس اللغة"، قال في مقاييس اللغة: (النَّفس: كل شيء يفرج به عن مكروب). 

فيكون معنى الحديث:

 أن تنفيس الله تعالى عن المؤمنين يكون من أهل اليمن.

 قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

"وهؤلاء هم الذين قاتلوا أهل الردة، وفتحوا الأمصار، فبهم نَفَّسَ الرحمن عن المؤمنين الكربات"

اهـ (ص 398، ج 6) "مجموع فتاوى شيخ الإسلام: لابن قاسم.

القواعد المثلى للإمام ابن عثيمين ص 69