من الأحاديث التي وردت في فضائل الجنة وبيان مكانة الفردوس الأعلى، الحديث المروي عن أبي أمامة رضي الله عنه بلفظ: «سلوا الله الفردوس؛ فإنها سرة الجنة، وإن أهل الفردوس يسمعون أطيط العرش». وقد تناقل بعض أهل العلم هذا الحديث في كتبهم، إلا أن المحدثين المحققين ـ وعلى رأسهم الإمام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله ـ حكموا بضعفه، بل وبيّنوا أن في إسناده رواة متروكين لا تقوم بهم حجة. وتأتي أهمية دراسة هذا الحديث من جهة تصحيح المفاهيم العقدية، وبيان المنهج السليم لأهل السنة والجماعة في التعامل مع الأخبار الواردة في العقيدة والغيبيات؛ إذ الأصل أن يثبت ما صح بالدليل، ولا يقبل ما لم يثبت، مع الاعتذار لمن نقل الحديث من العلماء الأوائل قبل أن يتبين ضعف الإسناد. وفي هذا المقال نستعرض نص الحديث، حكم الأئمة عليه، وأبرز القواعد المنهجية التي قررها أهل السنة في مثل هذه الروايات.
قال الامام الالباني:
" 3705 - (سلوا الله الفردوس؛ فإنها سرة الجنة، وإن أهل الفردوس يسمعون أطيط العرش).
ضعيف
رواه أبو الفرج الإسفرائيني في "جزء أحاديث يغنم بن سالم" (26/ 2) عن أبي حفص عمر بن الحسن بن الزبير قال: حدثنا أبي قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن القاسم، عن أبي أمامة مرفوعاً.
مقالات السقيفة ذات صلة: |
شبهة حديث الرؤية والتجلي الإلهي |
قلت: وهذا سند ضعيف؛ أبو حفص عمر بن الحسن بن الزبير وأبوه؛ لم أجد من ذكرهما.
ورواه الروياني في "مسنده" (226/ 2)، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة في كتاب "العرش" (108/ 2)، والحاكم (2/ 371) عن جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة مرفوعاً؛ دون الشطر الثاني، وقال الحاكم: " لم نكتبه إلا من هذا الإسناد، ولم نجد بداً من إخراجه".
وتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: جعفر هالك".
ومن طريقه: أخرجه الطبراني بتمامه؛ كما في "المجمع" (10/ 398) وقال:
"وهو متروك".
" سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة – محمد ناصر الدين الالباني – ج 8 ص 180 – 181