من الأسماء العظيمة التي وردت في سورة الإخلاص اسم الله الصمد، الذي اجتمعت فيه معاني الكمال المطلق والافتقار الكامل من الخلق إلى الخالق. وقد فسر أئمة أهل البيت هذا الاسم بأنه السيد المقصود في كل حاجة، الذي تلجأ إليه القلوب عند الشدائد، وتُرفع إليه الأيدي في الرخاء والبلاء. فإذا كان الله تعالى هو الصمد الذي يُقصد في القليل والكثير، فكيف يليق بالمسلم أن يصرف دعاءه أو استغاثته إلى غيره؟ القرآن الكريم صرّح بنفي وجود نافع أو دافع للضر غير الله، فقال: ﴿قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن﴾، وأكد أن كشف الكرب لا يكون إلا عنده: ﴿أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء﴾.
إن التوحيد الحق يقوم على إفراد الله وحده بالعبادة والدعاء، دون استثناء أو إشراك أحد معه، لأن من طلب من غير الله فقد خالف مقتضى الصمدية، ونسب إلى المخلوق ما لا يملكه إلا الخالق.
قال الكليني:
"عن داود بن القاسم قلت لأبي جعفر الثاني: جعلت فداك ما الصمد؟ قال: السيد المصمود إليه في القليل والكثير". والمصمود اليه أي المقصود.
ثم أيد الكليني هذا التفسير بشدة قائلا:
"والله عز وجل هو السيد الصمد الذي جميع الخلق من الجن والإنس إليه يصمدون في الحوائج وإليه يلجأون عند الشدائد ومنه يرجون الرخاء ودوام النعماء ليدفع عنهم الشدائد"
علق محقق الكافي:
" الصمد هو الذي يفتقر اليه كل شيء في كل شيء" (1/97 كتاب التوحيد: باب: تأويل الصمد).
الله أطلق النهي عن دعاء غيره ولم يستثن أحدا في قرآنه ان يدعى معه لأنه يعلم أن أحدا لا ينفع ولا يضر إلا هو.
فإما أنه نسي وإما أنكم تفترون عليه ما لم يحل لكم. الله أذن لكم أم على الله تفترون؟
الله قال ادعوني ولم يقل أدعو أحدا غيري.
من علامات الضلالة استثناء مدعو مع الله واستثناء نافع معه وهو الذي نهى عن دعاء غيره ونفى وجود نافع معه.
﴿وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو﴾
﴿أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء﴾.
مقالات السقيفة ذات صلة: |
شبهة حديث الرؤية والتجلي الإلهي |
وأمر الانبياء أن يعلنوها صريحة أنه لا يجيرهم من الله أحد ولا يملكون حتى لأنفسهم نفعا ولا ضرا.
إذا كان الله هو النافع على الحقيقة وجب دعاؤه وحده على الحقيقة.
التوحيد: إفراد الله بالعبادة والدعاء والذبح والنذر