يُعد قوله تعالى: ﴿إياك نعبد وإياك نستعين﴾ [الفاتحة: 5] من أعظم آيات القرآن الكريم، إذ تختصر حقيقة التوحيد التي بُعثت بها جميع الرسل، وتبين أن العبادة والاستعانة المطلقة لا تكون إلا لله وحده. ومع وضوح النص القرآني، ظهر من يجعل الاستعانة بغير الله في الدعاء والطلب – كنداء الأولياء أو الأئمة بعد موتهم – قربة يتقرب بها، وهو ما يتعارض مع أصل العبادة الذي جاء به الإسلام. هذا المقال يناقش المعنى العقدي للاستعانة، ويفصل بين ما أذن الله به من طلب الأسباب الجائزة في الحياة، وبين ما نهى عنه من دعاء الأموات وطلب الغيب، ويبين كيف أن مخالفة هذا الأصل هي عين الشرك الذي حذر الله منه في كتابه
مقالات السقيفة ذات صلة: |
شبهة حديث الرؤية والتجلي الإلهي |
من أين عرفت أن عيسى يخلق من الطين طيرا بإذن الله ويبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله؟ بالقرآن؟
فابحث من القرآن يجيز لك القول بأن الأنبياء والأولياء ينفعون بإذن الله. هل أذن الله بذلك:
﴿وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لأنفسهم ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلا حَيَاةً وَلا نُشُورًا﴾ [الفرقان3].
﴿قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا﴾ [الجن21].
وقال: لماذا لا تحكم بالكفر والشرك على من وصفهما الله بذلك.
تصفون الله بما لم يصف به نفسه وتهربون من موافقة فيما وصف به نفسه وفيما وصف به الآخرين؟
أنتم حكمتم على منكر الإمامة ومثبت الرؤية بالكفر وعبادة الوثن.
أعجب ممن يأتي بروايات باردة لم يثبت لها سند يزعم فيها أن جائعا ذهب إلى قبر النبي e وقال الجوع الجوع أو أتا ضيفك الليلة. وفاطمة لم تذهب إلى قبر أبيها وتقول: يا أبت فدك فدك. وعلي لم يقل يا رسول الله أحكم بيني وبين معاوية.
ماذا تقول في صلاتك؟
ألست تقول: إياك نعبد وإياك نستعين؟
فلماذا لا تقول في صلاتك يا حسين استعين بك يا مهدي أدركنا إن كان ليس شركا؟
ولماذا تخالف آية ﴿إياك نعبد وإياك نستعين﴾ خارج الصلاة؟
هل قولك هذا في الصلاة يبطلها بسبب ولماذا؟ هل بسبب أن هذه العبارة تخالف التوحيد؟
أليست الآية نصا واضحا على تحريم طلب الاستعانة وأنه عبادة؟