أولًا: أصول التشيع الفكرية والعقدية

اختلف الباحثون في تحديد المرجعية الفكرية التي نشأ منها مذهب التشيع، وتباينت الآراء بين من يرى أصله يهوديًا، وآخر يراه فارسيًا، وثالث يربطه بفلسفات آسيا القديمة، بل هناك من اعتبر التشيع خليطًا مركبًا من كل ذلك.

الأصل اليهودي للتشيع:

يذهب طائفة من العلماء إلى أن التشيع نشأ تأثرًا بالعقيدة اليهودية، مستندين إلى أمرين:

أولًا: ظهور عبد الله بن سبأ، اليهودي اليمني الأصل، الذي كان أول من قال بالوصية والنص والرجعة، وهي أفكار أصبحت لاحقًا من ركائز التشيع. وقد أقر بذلك بعض أئمة الشيعة الأوائل عندما ذكروا أن من خالفهم يرى أن "أصل الرفض مأخوذ من اليهودية".

ثانيًا: وجود تشابه عقدي بين التشيع واليهودية، في الغلو في الأشخاص، وادعاء الاصطفاء، والتعلق بالرجعة والانتظار، وقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية إلى هذا التشابه في أكثر من موضع، حتى قال:

"في الشيعة من الجهل والغلو واتباع الهوى ما أشبهوا فيه النصارى من وجه، واليهود من وجه".

الأصل الفارسي للتشيع:

يرى آخرون أن التشيع امتداد للعقيدة الفارسية القائمة على الملك الوراثي المقدس، حيث تأثر الشيعة بفكرة "الملك السلالي" ووراثة الحكم والنبوّة، وقد بيّن الشيخ محمد أبو زهرة ذلك فقال:

"إن الشيعة تأثروا بالأفكار الفارسية حول الملك والوراثة، ويظهر هذا التشابه في تنظيمهم العقدي والسياسي، كما أن الغالبية من الشيعة الأوائل كانوا من الفرس".

ومن المظاهر الدالة على الأصل الفارسي:

الغلو في سلمان الفارسي، ووصفه بصفات فوق بشرية، منها أنه "باب الله في الأرض"، وأن "علمه علم الأولين والآخرين".

تقديسهم ليوم النيروز الفارسي، واعتباره عيدًا دينيًا.

تعظيمهم لأبي لؤلؤة المجوسي قاتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، واعتبار مقتله عيدًا وكرامة.

الأصل الآسيوي واليوناني

نقل ابن تيمية ومؤرخون آخرون أن بعض فرق الشيعة خاصة الغالية منهم قد مزجت بين مذاهب الفرس واليونان والبوذيين، فدخل في معتقداتهم:

القول بالأصلين (النور والظلمة).

عقيدة تناسخ الأرواح.

الحلول والاتحاد.

تجسيم الذات الإلهية.

يقول أحمد أمين في كتابه "فجر الإسلام":

"تحت التشيع ظهرت عقائد المجوس والبرهمية من تناسخ الأرواح، والتجسيم، والحلول، وهي أفكار دخيلة على الإسلام من الديانات الشرقية القديمة".

كما يذكر المستشرق فان فلوتن أن:

"العقائد غير الإسلامية التي سادت آسيا قبل الإسلام، تسربت إلى التشيع بوضوح، ومنها المجوسية، والمانوية، والبوذية".

والخلاصة أن التشيع كعقيدة لم يكن يومًا ناتجًا عن اجتهاد ديني داخل الإسلام، وإنما تشكَّل من مزيج من العقائد القديمة، واندمجت فيه أفكار دخيلة شوهت نقاء العقيدة الإسلامية.

 

ثانيًا: أبرز عقائد الشيعة

من خلال كتبهم المعتبرة، يتضح أن الشيعة وخصوصًا الإمامية تبنوا مجموعة من العقائد التي تخالف أصول الدين، بل تصل بعضها إلى الكفر البواح والردة الصريحة، ومنها:

عقيدة التأليه والغلو:

تأليه علي بن أبي طالب والحسين رضي الله عنهما.

وصف الأئمة بصفات الألوهية، مثل علم الغيب، والتصرف في الكون، وخلق الخلق.

عقيدة البداءة:

وهي القول بأن الله تعالى قد يبدو له شيء لم يكن في علمه من قبل (تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا)، وهذا يستلزم الجهل والنقص.

عقيدة عصمة الأئمة

يجعلون الأئمة الاثني عشر معصومين عن الخطأ والذنب، بل ويزعمون أنهم أعلى منزلة من الأنبياء.

عقيدة تحريف القرآن

يؤمنون كما في الكافي وغيره بأن القرآن الموجود اليوم ناقص ومحرف، وأن الصحابة حذفوا منه آيات تتعلق بعلي وأهل البيت (والعياذ بالله).

الطعن في النبي والصحابة

رغم ادعائهم محبة النبي صلى الله عليه وسلم، فإنهم يطعنون فيه من خلال الطعن في زوجاته، وفي أصحابه وخلفائه، وتكفيرهم وتضليلهم.

عقيدة التقية

أي إظهار خلاف ما يبطنون، وهي عندهم من أصول الدين، وتصل إلى تسعة أعشار الدين كما يقولون.

عقيدة المتعة

وهي زواج مؤقت مدفوع الأجر، تُبيحه الشيعة وتُبجّله، رغم أنه نُسخ بنصوص صحيحة من السنة النبوية.

عقيدة الرجعة

أي رجوع الأئمة والأولياء بعد موتهم إلى الدنيا قبل يوم القيامة، والاقتصاص من أعدائهم.

عقيدة النياحة واللطم وضرب الخدود

يبالغون في مظاهر الحزن على مقتل الحسين رضي الله عنه، من لطم، وضرب، وتمثيل، وشق الجيوب، وهو مما نهى عنه الشرع.

خاتمة:

إن ما ورد أعلاه من أصول وعقائد يبيّن لنا حجم الانحراف العقدي الذي وقع فيه الشيعة عبر التاريخ، والذي لم يكن مجرد خلاف سياسي كما يزعم البعض، بل هو بناء عقدي دخيل على الإسلام، يُهدد أصالة التوحيد، ويخالف أصول العقيدة كما جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم.

وإذا كانت طوائف الشيعة تتفاوت في الغلو والضلال، فإن الجامع المشترك بينهم هو مخالفة أهل السنة، وإضفاء العصمة والقداسة على غير المعصومين، والقول في الله بلا علم.

قال الله تعالى: ﴿مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ[الروم: 32]