الرسول يمدح الصحابة في بدر.. باعتراف الشيعة

تبرز غزوة بدر الكبرى باعتبارها أول معركة فاصلة في تاريخ الإسلام، وفيها ظهرت مكانة الصحابة الأوائل الذين ثبتوا مع رسول الله ﷺ رغم قلة العدد وشدة الموقف. والمفارقة أن كتب الشيعة أنفسهم -رغم موقفهم السلبي من الصحابة- تتضمن روايات صريحة تُظهر ثناء النبي ﷺ على جيشه من المهاجرين والأنصار، وتكشف اعترافًا غير مباشر بفضلهم وإيمانهم وإخلاصهم. ويُعدّ نصّ الشيخ عباس القمي في كتاب «كحل البصر في سيرة سيد البشر» مثالًا واضحًا على ذلك، إذ يذكر مدح الرسول لأصحابه، واستغاثته بهم، وبيان أنهم عصابة الإسلام التي لو هلكت لم يعبد الله في الأرض.

 

الرسول يمدح الصحابة في بدر.. باعتراف الشيعة

 

من كتاب كحل البصر فيسيرة سيد البشر الشيخ عباس القمي صــ117:

النص المنقَّح:

وحمل عبيدة حمزة وعلي (ع) حتى أتيا به رسول الله (ص) فاستعبر وقال يا رسول الله الست شهيداً قال بلى أنت أول شهيد من أهل بيتي

وقال أبو جهل لقريش: لا تعجَّلوا ولا تبطروا كما بَطِرَ ابنا ربيعة عليكم بأهل يثرب، فاجْزُروهم جزراً، وعليكم بقريش فخذوهم أخذًا حتى ندخلهم مكة فنعرفهم ضلالتهم التي هم عليها.

وجاء إبليس في صورة سُراقة بن مالك فقال لهم:

أنا جارٌ لكم، ادفعوا إليّ رايتكم. فدفعوا إليه راية المَيْسَرة.

وقال رسول الله ﷺ لأصحابه: اغضّوا أبصاركم، واعضّوا على النواجذ. ورفع يده فقال: «يا ربّ، إن تهلك هذه العصابة لا تُعبد».

ثم أصابه الغَشِيُّ، فَسُرِّي عنه وهو يَسْلُتُ العَرَق عن وجهه، فقال: «هذا جبريل قد أتاكم في ألفٍ من الملائكة مُرْدِفِين».

ونظر إبليس إلى جبريل فتراجع، فرمى باللواء، فأخذ بَنِيَّة بن الحجاج بمجامع ثوبه وقال: ويلك يا سُراقة! تُفَتُّ في أعضاد الناس؟!

فوكزه إبليس وكزة في صدره وقال: إني أرى ما لا ترون، إني أخاف الله.

وهو قول الله تعالى: ﴿وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ۚ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الأنفال، الآية ٤٨]