الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا أجمعين، وبعد،،،
فسيظلنا يوم من أعظم الأيام عند الله، وهو عاشوراء، وكنت جمعت فيه بعض الوقفات التربوية، فرأيت من المناسب أن أجمع معها الأحكام الفقهية، والمسائل الهامة عن هذا اليوم العظيم تحقيقاً لمنزلته عند الله.
وقد يسر الله فجمعت فيه خمسين مسألة فقهية، وثلاثين مسألة تربوية، سائلا الله أن يجعلها في ميزان حسناتي وحسنات والدي يرحمه الله، وأن ينفع بها، فإلي المسائل:
المسألة الخامسة والثلاثون: المراحل التي مر بها صيام يوم عاشوراء في الشريعة الإسلامية.
مر يوم عاشوراء بعدة مراحل ذكرها ابن رجب رحمه الله من خلال الأحاديث التي وردت، وهي كالتالي:
1ـ كان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه في مكة، وكانت قريش تصومه.
2ـ لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود تصومه فأمر بصيامه وأرسل بالأمر بالصيام وأن يمسك الناس عن الأكل بقية اليوم.
3ـ لما فُرض صيام رمضان نسخ وجوب عاشوراء وبقي استحبابه.
4ـ في آخر عام عاشه النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه في العام القادم سيصوم التاسع مع العاشر مخالفة لليهود.
المسألة السادسة والثلاثون:
لو صام يوم عاشوراء ويوماً قبله ويوماً بعده ونوى به صيام ثلاثة أيام من الشهر فهل يجزئ عنه؟
الصحيح في ذلك أنه يجزئ كما مر في تداخل العبادة، وفضل الله واسع، نسأل الله الكريم من واسع فضله.
المسألة السابعة والثلاثون: الأحاديث التي لا تصح في يوم عاشوراء.
ورد كثير من الأحاديث لا تصح:
في هذا اليوم جمعتها من كلام أهل العلم فرحمهم الله رحمةً واسعة، ومن ذلك:
1ـ حديث: " إن الله خلق السماوات والأرض يوم عاشوراء ". موضوع
2ـ حديث: " من اكتحل يوم عاشوراء بالإثمد لم ترمد عينه أبداً " رواه الحاكم وقال: إنه منكر وأورده ابن الجوزي في الموضوعات.
3ـ حديث: "من صام يوم عاشوراء كتب الله له عبادة ستين سنة " باطل ويرويه حبيب بن أبي حبيب قال الهيثمي: متروك كذاب.
4ـ حديث:" من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه في سنته كلها " تفرد به الهيثم بن شداخ وهو ضعيف باتفاق أهل العلم، وقال أحمد: لا أصل له، وقال ابن رجب: لا يصح إسناده وأورده ابن الجوزي في الموضوع.
5ـ حديث:" إن آدم تاب الله عليه يوم عاشوراء، ونوحاً نجاه الله يوم عاشوراء وإبراهيم نجاه الله من النار يوم عاشوراء ويونس أخرجه الله من بطن الحوت يوم عاشوراء ويعقوب اجتمع بيوسف يوم عاشوراء والتوراة نزلت يوم عاشوراء ".
وما أشبه ذلك من الأخلاط فكله كذب ولا أصل له، ولم يصح إلا نجاة موسى وقومه من الغرق.
6ـ حديث:" أن أعرابيًّا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة ويوم عاشوراء، فقال: يوم عاشوراء يكفر العام الذي قبله والذي بعده، ويوم عرفة يكفر العام الذي قبله ".
رواه أبويعلى الموصلِى بسند ضعيف لجهالة التابعي، ومع ضعفه مخالف لما رواه مسلم في صحيحه، وهذا مما انقلب على الراوي.
7ـ أحاديث صلاة عاشوراء كلها لا تصح، ومنها:
- حديث أبي هريرة:
" من صلى يوم عاشوراء ما بين الظهر والعصر أربعين ركعة يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة وآية الكرسي عشر مرات وقل هو الله أحد إحدى عشرة مرة والمعوذتين خمس مرات فإذا سلم استغفر سبعين مرة أعطاه الله في الفردوس قبة بيضاء فيها بيت من زمردة خضراء سعة ذلك البيت مثل الدنيا ثلاث مرات وفي ذلك البيت سرير من نور قوائم السرير من العنبر الأشهب على ذلك السرير ألف فراش من الزعفران ".
- أخرجه ابن الجوزي بسنده وقال:
ذكر حديثا طويلاً من هذا الجنس وهو موضوع ورواته مجاهيل. أ.هـ
- حديث: " صلاة ليلة عاشوراء مائة ركعة في كل ركعة يقرأ بعد الفاتحة سورة الإخلاص ثلاث مرات ".
من مختارات السقيفة: |
¨ شبهة أن ابن عمر كان يقول في الآذان حي على خير العمل
¨ موقف عمر سهم أهل البيت من الخمس
¨ نظرية الخُمس بين الفقيه والإمام الغائب
¨ روايات الشيعة التي تنقض عصمة النبي صلى الله عليه وسلم
- وحديث: " صلاة وقت السحر من ليلة عاشوراء وهي أربع ركعات في كل ركعة بعد الفاتحة يقرأ آية الكرسي ثلاث مرات وسورة الإخلاص إحدى عشر مرة وبعد الفراغ يقرأ سورة الإخلاص مائة مرة ".
- وحديث: " صلاة يوم عاشوراء عند الإشراق يصلي ركعتين في الأولى بعد الفاتحة آية الكرسي وفي الثانية ﴿لو أنزلنا هذا القرآن﴾ إلى آخر سورة الحشر ويقول بعد السلام يا أول الأولين ويا آخر الآخرين لا إله إلا أنت خلقت أول ما خلقت في هذا اليوم وتخلق آخر ما تخلق في هذا اليوم أعطني فيه خير ما أوليت فيه أنبيائك وأصفيائك من ثواب البلايا وأسهم لنا ما أعطيتهم فيه من الكرامة بحق محمد عليه الصلاة والسلام ".
- وحديث:" صلاة يوم عاشوراء ست ركعات في الأولى بعد الفاتحة سورة الشمس وفي الثانية إنا أنزلناه وفي الثالثة إذا زلزلت وفي الرابعة سورة الإخلاص وفي الخامسة سورة الفلق وفي السادسة سورة الناس ويسجد بعد السلام ويقرأ فيها قل يا أيها الكافرون سبع مرات ويسأل الله حاجته ".
وكل حديث ورد في فضل تخصيص صلاة ليوم عاشوراء فموضوع.
8ـ حديث: " من صام يوم عاشوراء أعطى ثواب عشرة آلاف ملك ومن صام يوم عاشوراء أعطى ثواب عشرة آلاف شهيد ومن صام يوم عاشوراء كتب الله له أجر سبع سماوات ومن أفطر عنده مؤمن في يوم عاشوراء فكأنما أطعم جميع فقراء أمة محمد وأشبع بطونهم ومن مسح على رأس يتيم رفعت له بكل شعرة على رأسه درجة في الجنة فقال عمر يا رسول الله لقد فضل الله يوم عاشوراء قال نعم خلق الله السماوات يوم عاشوراء والأرض كمثله وخلق القلم يوم عاشوراء واللوح مثله وخلق جبريل يوم عاشوراء وملائكته يوم عاشوراء وخلق آدم يوم عاشوراء وغفر ذنب داود يوم عاشوراء...الخ " موضوع.
9ـ حديث: " ومن أشبع أهل بيت مساكين يوم عاشوراء مر على الصراط كالبرق الخاطف ومن تصدق بصدقة فكأنما لم يرد سائلا قط ومن اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض إلا مرض الموت " موضوع.
10 ـ حديث:" من صام يوم عاشوراء أعطى ثواب عشرة آلاف ملك ". موضوع.
11ـ حديث: " إن الصرد أول طير صام عاشوراء ". رواه الخطيب عن أبي غليط مرفوعا ولا يعرف في الصحابة من له هذا الاسم وفي إسناده عبد الله بن معاوية منكر الحديث، كما قاله الشوكاني رحمه الله.
12ـ حديث: " ما من عبد يبكي يوم قتل الحسين يعني يوم عاشوراء إلا كان يوم القيامة مع أولي العزم من الرسل ". موضوع.
- وكذا ما روى من أن البكاء يوم عاشوراء نور تام يوم القيامة " موضوع وضعته الرافضة.
13ـ كل حديث ورد في فضل زيارة القبور يوم عاشوراء فلا أصل له.
14ـ حديث: " لئن بقيت لأمرن بصيام يوم قبله أو يوم بعده " قال الألباني رحمه الله: منكر بهذه الزيادة.
15ـ حديث: " صمتم يومكم هذا؟ قالوا: لا قال: فأتموا بقية يومكم واقضوه. يعني: يوم عاشوراء " قال الألباني: منكر بهذه الزيادة.