الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا أجمعين، وبعد،،،

فسيظلنا يوم من أعظم الأيام عند الله، وهو عاشوراء، وكنت جمعت فيه بعض الوقفات التربوية، فرأيت من المناسب أن أجمع معها الأحكام الفقهية، والمسائل الهامة عن هذا اليوم العظيم تحقيقاً لمنزلته عند الله.

وقد يسر الله فجمعت فيه خمسين مسألة فقهية، وثلاثين مسألة تربوية، سائلا الله أن يجعلها في ميزان حسناتي وحسنات والدي يرحمه الله، وأن ينفع بها، فإلي المسائل: 
المسألة الثامنة والثلاثون: البدع المحدثة في عاشوراء.

كل ما خلف السنة فبدعة، وفي يوم عاشوراء تفعل البعض بدعاً منها: 

تحصيص قراءة قصة موسى وفرعون في صلاة الفجر.

التوسعة على الأهل في ذلك اليوم.

3ـ النياحة وشق الجيوب ولطم الخدود والدعاء بدعوى الجاهلية.

لبس السواد في عاشوراء، ومثله تخصيص أي لباس خاص بعاشوراء.

إحياء ليلتها بقيام مخصوص لأجلها.

تخصيص يومها بأذكار وأوراد مخصوصة.

7ـ المراشة وهي: أن تجتمع مجموعة من النساء في بيت من البيوت ثم يأتين بكمية من الماء ثم ترش كل واحدة منهن الأخرى باعتقاد معين.

تخصيصه بعبادة معينة كزيارة المرضى أو الصدقة لأجل هذا اليوم.

المسألة التاسعة والثلاثون: ما حكم من فاته صيام عاشوراء؟ 

من فاته صيام يوم عاشوراء فقد فاته فضلٌ كبير، ولا إثم عليه في ترك الصيام ولو كان متعمداً لأن صيامه من باب التطوع، والتطوع غير واجب.

المسألة الأربعون: هل يشرع قضاء عاشوراء لمن فاته الصيام؟

لا يشرع قضاء عاشوراء لعدم ثبوت ذلك، ولأن الفضل معلق باليوم العاشر فمن فاته فلا يقضي، وعلى الإنسان أن يكثر من النوافل بعد ذلك.

المسألة الحادية والأربعون: هل يجوز قطع الصيام في يوم عاشوراء؟

صيام التطوعات عموماً لا حرج في قطعها لأن المتطوع أمير نفسه فإن شاء صام وإن شاء ترك، فإن كان قطعه بعذر فالمؤمل بإذن الله أن الله يكتب له الأجر استدلالاً بعمومات الأحاديث التي تدل على أن الله يكتب الأجر لمن سافر أو مرض.

المسألة الثانية والأربعون: من جامع زوجته وهو صائم عاشوراء هل عليه صيام شهرين متتابعين؟

صيام عاشوراء من باب التطوعات، وباب التطوعات لا يلزم من جامع زوجته أن يصوم الكفارة المغلظة، لأن الصيام في حقه غير واجب، وعلى هذا فليس فمن جامع زوجته وهو صائم عاشوراء فإنه يكون مفطراً وينقطع صومه بذلك، وليس عليه كفارة.
المسألة الثالثة والأربعون: المفطرات في صيام عاشوراء 

المفطرات فيه كالمفطرات في صيام رمضان وهي: 

الأكل والشرب والجماع بالاتفاق، وهناك ماهو مختلف فيه كالحجامة والقيء وغيرها.
وعلى هذا لا تفطر الإبر غير المغذية كإبرة " الأنسولين " وغيرها مما لا يعتبر مغذياً.

من مختارات السقيفة:

¨   شبهة أن ابن عمر كان يقول في الآذان حي على خير العمل

¨   موقف عمر سهم أهل البيت من الخمس

¨   نظرية الخُمس بين الفقيه والإمام الغائب

¨   روايات الشيعة التي تنقض عصمة النبي صلى الله عليه وسلم

¨   كل راية قبل القائم طاغوت

¨   من هم الشيعة الاثنا عشرية؟


المسألة الرابعة والأربعون: هل يثبت لعاشوراء من المستحبات ما يثبت لرمضان؟
الأصل أن ما ثبت من السنن في رمضان:

 

 

كالسحور والإفطار على الرطب وتعجيل الفطر وتأخير السحور والسواك وغير ذلك أنه يثبت لجميع أنواع الصيام في العام كالست من شوال وعرفة وعاشوراء وغيرها، ولا يود دليل على تخصيص ذلك برمضان لوحده، وعلى هذا فما يستحب في رمضان يستحب في عاشوراء، والله أعلم.

المسألة الخامسة والأربعون: هل يجمع بين نية صيام كفارة اليمين ونية صيام عاشوراء لمن لم يكن قادراً على الإطعام؟

اختلف أهل العلم في ذلك بناء على اختلافهم في التداخل بين السنة والواجب.

 فصيام عاشوراء نافلة وصيام الكفارة واجب، على قولين:

1ـ يجمع بينهما: لأنه يصدق على من صام الكفارة في يوم عاشوراء أنه صائم عاشوراء، وقد علق الفضل على صيام ذلك اليوم، وقد حصل.

2ـ لا يجمع بينهما: لأن الواجب لا يتداخل مع السنة، فلا بد من إفراد الواجب بنية مستقلة عن النافلة.

والراجح والله أعلم أنه: لا يجمع بين نية صيام النافلة والصيام الواجب، فإن صام بنية الكفارة فاته نصيبه من فضل صيام عاشوراء، والمسألة محتملة والله أعلم.

المسألة السادسة والأربعون: المرأة الحائض هل يشرع لها قضاء عاشوراء؟

قال فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ما ملخصه: 

أن النوافل على نوعين، منها: 

- لها سبب: فهذه تفوت بفوات سببها، وذلك مثل يوم عرفة وعاشوراء، فلا يشرع قضاؤها. أ. هـ.

ولعل الله أن يأجرها بنيتها على إرادة الصيام، وعلى هذا فلا يشرع لها القضاء.
المسألة السابعة والأربعون: أيهما أفضل أن يصوم التاسع أو الحادي عشر مع عاشوراء؟
الأفضل أن يصوم التاسع لأنه الذي ثبت في صحيح مسلم من قوله صلى الله عليه وسلم: " لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ".

بينما صيام الحادي عشر ورد في المسند في قوله " يوماً قبله أو يوماً بعده " وقد اختلف أهل العلم في تصحيح هذا الحديث وتضعيفه.

وما ورد في صحيح مسلم أولى بالأخذ، ومن فاته التاسع فيصوم الحادي عشر.
المسألة الثامنة والأربعون: مالحكمة في صيام تاسوعاء مع عاشوراء؟

قيل في ذلك جملة من الحِكم، منها: 

أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر.

أن المراد به وصل يوم عاشوراء بصوم كما نهى أن يصوما يوم الجمعة وحده.
3ـ الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلط فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر.

والصحيح من الحِكم ما ورد به الدليل وهو مخالفة اليهود والنصارى، والباقي ليس عليه دليل، وأضعفها القول بالاحتياط لأن الشريعة لا تأتي بذلك، فقد نُهي عن تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين.

المسألة التاسعة والأربعون: كيفية صيام اليهود وأهل الجاهلية لعاشوراء؟
لم يرد في بيان ذلك شيء في السنة ولا في السيرة، إلا أن الذي يظهر أنهم يمسكون عن الأكل والشرب، وقد يختلفون في فترة الصيام، ويدل لذلك: 

أن أهل الجاهلية يصومون عاشوراء فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى قرى الأنصار يأمرهم بالصيام مما يدل على أن معنى الصيام كان معروفاً عندهم.

وقال جواد علي العراقي في كتابه المفصل في تاريخ العرب 9/250: " ويقصدون بصوم اليهود يوم عاشوراء، ما يقال له "يوم الكفارة"، وهو يوم صوم وانقطاع، ويقع قبل عيد المظال بخمسة أيام، أي في يوم "10 تشرى" وهو يوم "الكبور" Kipor. ويكون الصوم فيه من غروب الشمس إلى غروبها في اليوم التالي، وله حرمة كحرمة السبت، وفيه يدخل الكاهن الأعظم قدس الأقداس لأداء الفروض الدينية المفروضة في ذلك اليوم ".ويسمى كذلك في العبرية " Ashura عشورا ".

ولعل تسميتهم له بـ" الكبور" مأخوذة من الكبير " أي اليوم الكبير، والله أعلم.

المسألة الخمسون: هل اليهود الآن يصومون عاشوراء؟ 

شيء بدهي أنهم يقيمون الأعياد فيه، فإذا كانوا يتخذونه عيدا زمن النبي صلى الله عليه وسلم فمن المؤكد أن أعيادهم زادت على ما كانوا عليه لأن أحبارهم يتولون تحريف دينهم، وكلما هلك حبر خلف حبر في التحريف بعده.

وقد راسلت بعض المختصين في علم العقيدة، والمهتمين بالفرق والأديان ولم أجد الجواب الشافي، وهذه وإن لم تكن فائدة بحد ذاتها لكن لعلها تجلب لنا فائدة من غيرنا