أبو طالب عمّ النبي ﷺ شخصية معروفة في السيرة النبوية؛ فقد كفله بعد وفاة عبد المطلب، واحتضنه صغيرًا، ونصره كبيرًا، ووقف بجانبه في مواجهة قريش، حتى عُرف عنه حمايته للنبي ﷺ من كيد المشركين. وقد أقر أهل العلم على وقوف أبي طالب في نصرة ابن أخيه ومساعدته ضد كفار قريش، إلا أن مسألة إيمانه أو كفره كانت محل خلاف بين أهل السنة والشيعة تلك الفرقة الضالة. فعند جمهور المسلمين من أهل السنة لم يثبت إسلامه، بل تواترت الروايات الصحيحة في وفاته على غير ملة الإسلام، ومن أبرزها ما جاء في الصحيحين عن محاولات النبي ﷺ أن يستغفر له فلم يُؤذن له. أما عند فرق الشيعة فقد نُقلت روايات متناقضة؛ فمرة تزعم أنه مات مسلمًا وأقر بالشهادة، ومرة أخرى يدرجونه في أبواب "إرث المسلم للكافر"، بما يكشف تناقضًا بيّنًا في موقفهم من إيمانه.
وأما أبو طالب عم النبي فكان مع أبيه عبد الله ابني أم وأمهما فاطمة بنت عمرو بن عابد بن عمران بن مخزوم، واسمه عبد مناف..
إعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي الجزء الأول ص282
والصحيح أن اسم أبى طالب عبد مناف وبذلك نطقت وصية أبيه عبد المطلب حين أوصى إليه برسول الله صلى عليه وآله وسلم وقوله: أوصيك يا عبد مناف بعدى بواحد بعد أبيه فرد وقوله: وصيت من كنيته بطالب عبد مناف وهو ذو تجارب وكان أبو طالب مع شرفه وتقدمه جم المناقب غزير الفضائل،..
عمدة الطالب لابن عنبه ص21
وأمهم أجمع فاطمة بنت أسد ابن هاشم بن عبد مناف بن قصي، وهى أول هاشمية ولدت لهاشمي وكانت جليلة القدر كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعوها أمي، ولما توفيت صلى عليها ودخل قبرها وترحم عليها.
عمدة الطالب لابن عنبه ص30
قال علي بن إبراهيم:
فلما أتى لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم بعد ذلك ثلاث سنين أنزل الله عليه ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ﴾ [الحجر: 94] فخرج رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وقام على الحجر فقال: (يا معشر قريش ويا معشر العرب، أدعوكم إلى عبادة الله تعالى وخلع الأنداد والأصنام، وأدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فأجيبوني تملكوا بها العرب وتدين لكم العجم، وتكونون ملوكا في الجنة). فاستهزؤوا منه وضحكوا وقالوا:
مختارات من مقالات السقيفة |
§ هل ينفع النبي عندكم أيها الشيعة؟ واسئلة تضع الشيعة في ورطة § الكذب والغيبة عند الشيعة من مفطرات الصيام § إلزام (إسحاق هو ذبيح الله وليس اسماعيل عليهما السلام) |
جن محمد بن عبد الله، وآذوه بألسنتهم، فقال له أبو طالب: يا بن أخي ما هذا؟ قال: (يا عم هذا دين الله الذي ارتضاه لملائكته وأنبيائه ودين إبراهيم والأنبياء من بعده، بعثني الله رسولا إلى الناس).
فقال: يا ابن أخي إن قومك لا يقبلون هذا منك، فاكفف عنهم؟
فقال: (لا أفعل، فإن الله قد أمرني بالدعاء). فكف عنه أبو طالب.
وأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الدعاء في كل وقت يدعوهم ويحذرهم، فكان من سمع من خبره ما سمع من أهل الكتب يسلمون، فلما رأت قريش من يدخل في الإسلام جزعوا من ذلك ومشوا إلى أبي طالب وقالوا: اكفف عنا ابن أخيك فإنه قد سفه أحلامنا، وسب آلهتنا، وأفسد شباننا، وفرق جماعتنا.
فدعاه أبو طالب فقال: يا ابن أخي إن القوم قد أتوني يسألونك أن تكف عن آلهتهم.
قال: (يا عم لا أستطيع ذلك، ولا أستطيع أن أخالف أمر ربي).
فكان يدعوهم ويحذرهم العذاب، فاجتمعت قريش إليه فقالوا: إلى ما تدعو يا محمد؟
قال: (إلى شهادة أن لا إله إلا الله وخلع الأنداد كلها).
قالوا: ندع ثلاثمائة وستين إلها ونعبد إلها واحدا؟! فحكى الله سبحانه قولهم ﴿وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ * أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ - إلى قوله: - بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ﴾ [ص: 4-8].
ثم اجتمعوا إلى أبي طالب فقالوا: يا أبا طالب إن كان ابن أخيك يحمله على هذا الفعل العدم جمعنا له مالا فيكون أكثر قريش مالا.
فدعاه أبو طالب وعرض ذلك عليه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا عم ما لي حاجة في المال، فأجيبوني تكونوا ملوكا في الدنيا وملوكا في الآخرة وتدين لكم العرب والعجم).
فتفرقوا، ثم جاءوا إلى أبي طالب فقالوا: يا أبا طالب أنت سيد من سادتنا وابن أخيك قد سفه أحلامنا وسب إلهتنا وفرق جماعتنا، فهلم ندفع إليك أبهى فتى في قريش وأجملهم وأحسنهم وجها وأشبهم شبابا وأشرفهم شرفا عمارة بن الوليد، يكون لك ابنا وتدفع إلينا محمدا لنقتله.
فقال: ما أنصفتموني، تسألوني أن أدفع إليكم ابني لتقتلوه وتدفعون إلي ابنكم لأربيه! فلما آيسوا منه كفوا.
إعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي الجزء الأول ص106 - 108
ودخل عليه وآله السلام على أبي طالب وهو يجود بنفسه، فقال: (يا عم ربيت صغيرا، ونصرت كبيرا، وكفلت يتيما، فجزاك الله عني خيرا، أعطني كلمة اشفع بها لك عند ربي).
فقال: يا بن أخ لولا أني أكره أن يعيروا بعدي لأقررت عينك. ثم مات.
وقد روي:
أنه لم يخرج من الدنيا حتى أعطى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الرضا.
وفي كتاب دلائل النبوة:
عن ابن عباس قال: فلما ثقل أبو طالب رئي يحرك شفتيه فأصغى إليه العباس يستمع قوله فرفع العباس عنه، وقال: يا رسول الله قد والله قال الكلمة التي سألته إياها.
إعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي الجزء الأول ص129 - 131
وخبر عبد الرحمن بن أعين عن أبي جعفر - عليه السلام -:
" لا نزداد بالإسلام إلا عزا فنحن نرثهم ولا يرثونا هذا ميراث أبي طالب في أيدينا فلا نراه إلا في الولد والوالد ولا نراه في الزوج والمرأة "
. فقه الصادق للروحاني الجزء 24 ص414
[ 32391 ] 19 - وعنه عن جعفر، عن أبان، عن عبد الرحمن بن أعين، قال:
قال أبو جعفر (عليه السلام):
لا نزداد بالإسلام إلا عزا فنحن نرثهم ولا يرثونا، هذا ميراث أبي طالب في أيدينا فلا نراه إلا في الولد والوالد، ولا نراه في الزوج والمرأة قال الشيخ: الاستثناء الذي في هذا الخبر للزوج والزوجة متروك بإجماع الطائفة.
وسائل الشيعة للحر العاملي الجزء 26 ص16 باب أن الكافر لا يرث المسلم ولو ذميا، والمسلم يرث المسلم والكافر
(719) 14 - وأما ما رواه الحسن بن محمد بن سماعة عن جعفر عن أبان عن عبد الرحمن ابن أعين قال:
قال أبو جعفر عليه السلام:
لا يزداد بالإسلام إلا عزا فنحن نرثهم ولا يرثونا هذا ميراث أبي طالب في أيدينا فلا نراه إلا في الولد والوالد ولا نراه في الزوج والمرأة.
الاستبصار للطوسي الجزء الرابع ص192 باب انه يرث المسلم الكافر ولا يرثه الكافر
لماذا أدخل الرافضة هذه الرواية تحت هذا الباب إذا كانوا يعتقدون أن أبا طالب مسلما؟