مسألة الإمامة من أكثر القضايا التي أثير حولها الخلاف والجدل في التراث الإسلامي، وقد امتلأت كتب الأخبار والروايات بقصص متعددة تحدد أول مرة بُلغ فيها أمر الإمامة أو الخلافة بعد النبي محمد ﷺ. إلا أن هذه الروايات جاءت متناقضة في توقيتها ومضامينها، فمنها ما يربط الأمر بمرحلة ما قبل البعثة، ومنها ما يربطه بواقعة المعراج، أو بحديث الدار، أو بحديث الغدير، أو حتى في مرض النبي ﷺ قبيل وفاته. وهذا التباين الكبير يثير التساؤل حول دقة هذه الروايات وصحتها، وهل يمكن الاعتماد عليها في إثبات قضية بهذا الحجم.
عند الولادة:
عن المفظل بن عمرو عن بعض اصحابنا انه لما ولد النبي صلى الله عليه وسلم صقطت ١٤شرفه من قصر كسرى جاء في أصول الكافي (ج1/ص526) أن أبا طالب عند ولادة النبي ﷺ بشّر فاطمة بنت أسد بأنها ستحمل وصيه وخليفته من بعده.
فكيف أبو طالب يخبر عن الغيب عند ولادة النبي ولا يعرف خليفة النبي؟
مختارات من مقالات السقيفة |
- هل ينفع النبي عندكم أيها الشيعة؟ - الكذب والغيبة عند الشيعة من مفطرات الصيام - إلزام (إسحاق هو ذبيح الله وليس اسماعيل عليهما السلام) |
قبل البعثة
في كشف اليقين (ص19) ورد أن النبي ﷺ وهو في الثلاثين قالت فاطمة بنت أسد لما ولدت علي أحب النبي ﷺ علي حب شديدًا وقال إجعلي فراشه قرب فراشي وكان يغسل ثيابه ويطعمه ويناغيه يحرك مهده عند نومه ويقول هذا أخي ووصي وخليفتي من بعدي وزوج كريمتي.
كيف استطاع النبي قبل البعثة بالرسالة أن يخبر خليفته من بعده؟!!.
مرحلة ما قبل النبوة:
نقل القمي في مناقب آل أبي طالب (ج1/ص44) أن النبي ﷺ وهو في السابعة والثلاثين كان يأتيه نابها ويُنادى بـ "رسول الله" دون أن يدري ما ذلك.
في المعراج:
ذكر الحر العاملي في إثبات الهداة (ج3/ص74) عن جعفر بن محمد قال لما عرج بالنبي وهو في السماء الرابعة ناداه الله تعالى فسأل النبي ﷺ في المعراج عن وصيه من بعده، فأجابه فقال اختر لي أنت يا رب وأنت المختار فقال اخترت لك خير أمتك (علي(
(وهنا بعد البعثة في حادثة المعراج!!!)
حديث الدار
في المراجعات لشرف الدين، ذُكر أن النبي ﷺ جمع أربعين رجلًا من بني هاشم بعد نزول قوله تعالى: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ [الشعراء: 214]
فقال لهم أيكم يناصرني في أمري ويكون وصيي وخليفتي من بعدي فأحجم القوم.
فقال علي: أنا إناصرك وكان أصغرهم فأخذ النبي برقبة علي وقال هذا وصيي فأسمعوا له وأطيعوه.
(وهذا حديث الدار بعد البعثة هذه المرة النبي يعرض المنصب الإلهي لأربعين رجل من بني هاشم ومن ينصره يكون وصيه يعني كل واحد كان يستطيع يرشح نفسه والجميل الناس عندهم مشكلة في التوحيد ورافضين النبوة وصانعين رواية النبي بهذا الوقت يفكر في تنصيب خليفته!!!).
في المدينة بعد الهجرة
أورد الحر العاملي في إثبات الهداة (ج3/ص100) عن جابر بن عبدالله قال سألت الرسول (ص) من وصيك يا رسول الله قال فأمسك النبي عشرة أيام ثم قال يا جابر ألا تحب ان أخبرك عما سألتني فقلت بلى يا رسول الله ولقد سألتك وسكت عني عشر فقال النبي إني كنت أنتظر ما يأتيني من السماء (هذه الرواية تعني بعد أيام مكة وبعد كل تلك الروايات هنا في المدينة والنبي يمسك عشرة أيام ينتظر الوحي)
في مرض النبي ﷺ
جاء في حديث بين ام سلمة وعائشة رضي الله عنهما قالت أم سلمة:
وأنشدك بالله أتذكرين مرض رسول الله الذي قبض فيه فأتاه أبوك يعوده ومعه عمر - وقد كان علي بن أبي طالب عليه السلام يتعاهد ثوب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونعله وخفه ويصلح ما وهي منها فدخل قبل ذلك فأخذ نعل رسول الله وهي حضرمية وهو يخصفها خلف البيت -فاستأذنا عليه فأذن لهما.
فقالا: يا رسول الله كيف أصبحت؟
فقال: أصبحت أحمد الله.
قالا: ما بد من الموت.
قال: أجل لابد منه.
قالا: يا رسول الله فهل استخلفت أحدا؟
قال: ما خليفتي فيكم إلا خاصف النعل فخرجا فمرا على (علي بن أبي طالب) وهو يخصف نعل رسول الله صلى الله عليه وآله وكل ذلك تعرفينه يا عائشة وتشهدين عليه.
بحار الانوار-وكذلك الاحتجاج للطبرسي ج1 ص166
(وهنا في مرض النبي يسألونه عن خليفته فهل يعنى هذا أن حياة النبي ما كان فيها تبليغ)
بعد وفاة النبي ﷺ:
وهنا المهاجرون والأنصار لا يعلمون شيئاً عن ولاية علي كرم الله وجهه:
حيث جاء في رواية لخطبة السيدة فاطمة رضي الله عنها وأرضاها وردت في العديد من المصادر تقول:
فجاء إليها قوم من وجوه المهاجرين والأنصار معتذرين، وقالوا: يا سيدة النساء لو كان أبو الحسن ذكر لنا هذا الأمر من قبل أن نبرم العهد، ونحكم العقد، لما عدلنا إلى غيره فقالت عليها السلام: إليكم عني فلا عذر بعد تعزيركم، ولا أمر بعد تقصيركم.
انظر فقرة 161بحار الانوار
(هنا بعد وفاة النبي نجد الأنصار ما عندهم علم بشيء ولم يسمعوا عن شيء)
تصريحات متأخرة للأئمة
في الكافي (ج1/ص385) ورد أن الإمام جعفر الصادق قال:
قالت جماعة من الأنصار: يا أبا الحسن لو كان هذا الأمر (أمر الخلافة) سمعته منك الأنصار قبل بيعتها لأبي بكر ما اختلف فيك اثنان.
الاحتجاج للطبرسي
والسؤال هنا:
إذا كان أبو بكر وعمر والمهاجرين والأنصار رضي الله عنهم بالعموم والخصوص لم يسمعوا شيئاً عن ولاية أمير المؤمنين (علي رضي الله عنه) لا في غدير خم ولا غيره فمن أين أتيتم بأمر الولاية؟؟
المصادر:
◘ أصول الكافي، الكليني، ج1/ص526.
◘ كشف اليقين، الحلي، ص19.
◘ مناقب آل أبي طالب، القمي، ج1/ص44.
◘ إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات، الحر العاملي، ج3/ص74، ص100.
◘ المراجعات، شرف الدين.
◘ الاحتجاج، الطبرسي، ج1/ص166.
◘ بحار الأنوار، المجلسي، فقرة 161، ج37/ص262.
◘ الكافي، الكليني، ج1/ص385.