الزواج في الإسلام ليس مجرد ارتباط اجتماعي أو علاقة أسرية، بل هو ميثاق غليظ، له أبعاده الدينية والشرعية والإنسانية. ومن أهم الأسس التي وضعها الإسلام لاختيار الزوج أو الزوجة: معيار الدين والخلق، لا مجرد النسب أو المال. فقد وردت في كتب الشيعة روايات كثيرة تؤكد على الزواج وشروطه، وأن الإعراض عنه يؤدي إلى فساد كبير في الأرض فما هي الشروط الواجب توافرها في الزواج حسب وجهة نظر ومصادر الشيعة.
الروايات الواردة في المسألة
كتب علي بن أسباط إلى أبي جعفر الثاني عليه السلام يسأله في أمر بناته، وأنه لا يجد أحدًا مثله، فكتب أبو جعفر عليه السلام:
"فهمت ما ذكرت من أمر بناتك، وأنك لا تجد أحدًا مثلك، فلا تنظر إلى ذلك رحمك الله، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوّجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير".
المصدر: المنهال للطباطبائي ص 544، وغيرها من مصادر الشيعة.
من مختارات السقيفة: |
عند الشيعة: إبليس طلب من النبي وآل البيت شفاعة عند الله لطلب الغفران الشيعة تقول إن زيارة قبر الحسين أفضل من زيارة بيت الله الحرام الشيعة وأكاذيبهم على أهل البيت |
كما جاء في كتب آخرى:
"إذا خطب المؤمن القادر على النفقة وجب على من بيده عقدة النكاح إجابته وإن كان أخفض نسبًا، وإن منعه الولي كان عاصيًا، عملًا بظاهر الأمر بالتزويج ممن ارتضى دينه وخلقه في النصوص".
كالصحيح: إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوّجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير
وقول الله تعالى: ﴿وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ﴾ [البقرة: 221]. وهذا يبيّن أن الإيمان مقدّم على النسب والمكانة الاجتماعية.
المصدر: رياض المسائل للطباطبائي ج 10 ص 259.
الدلالة:
من خلال هذه النصوص يظهر أن الإسلام أراد أن يجعل أساس الزواج الدين والخلق، إذ هما الضمان الحقيقي لاستقامة الحياة الزوجية. أما المال والنسب فليسا كافيين لضمان الاستقرار، بل ربما كانا سببًا للغرور أو النزاع.