محاولة اغتيال علي على يد خالد بن الوليد في روايات الشيعة

تُعَدّ فترة الخلافة الأولى من أكثر المراحل التاريخية حساسية في الإسلام، إذ امتلأت بالأحداث التي كان لها أثر بالغ على مسار الأمة وتشكيل بنيتها السياسية والفكرية.  لكن ادعت الشيعة بعض الأحداث الغير حقيقية  ومن أبرز تلك الأحداث ما ورد في كتب التاريخ والاحتجاجات المنقولة عن بعض المصادر، ومنها ما نقله المجلسي في بحار الأنوار، حيث زعم كذبا محاولة تدبير اغتيال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه على يد خالد بن الوليد، بتحريض من أبي بكر وعمر، ثم تراجع أبي بكر في اللحظة الأخيرة. هذه الروايات رغم اختلاف المواقف حولها تبين زيف وكذب الرافضة والطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالتالي الطعن في النبوة والإسلام.

إذ إنها تبين أن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النبي لم يعرف يختار أصحابه وأن اختار صحابة طامعين في السلطة وسفاكين للدماء وهذا على حسب معتقدهم يهدم مقام النبوة ومقام الوحي كاملا

وتجدر الإشارة إلى أن هذه النصوص أوردها الكافي ليثبت بها أن هناك جدال أو صراع مذهبي بعد رحيل النبي صلى الله عليه وسلم، وما شابها من محاولات لتثبيت السلطة أو تقويضها، وصراع بين الولاء للدين وبين نوازع السياسة.

الإحتجاج:

 روي أن أبا بكر وعمر بعثا إلى خالد بن الوليد، فواعداه وفارقاه على قتل علي عليه السلام، فضمن ذلك لهما.   

 فسمعت أسماء بنت عميس امرأة أبي بكر وهي في خدرها، فأرسلت خادمة لها وقالت: ترددي في دار علي عليه السلام وقولي: [إن الملا يأتمرون بك ليقتلوك]. ففعلت الجارية، وسمعها علي عليه السلام فقال: رحمها الله، قولي لمولاتك، فمن يقتل الناكثين والقاسطين والمارقين؟

ووقعت المواعدة لصلاة الفجر، إذ كان أخفى وأخوت للسدفة والشبهة، ولكن الله بالغ أمره، وكان أبو بكر قال لخالد بن الوليد: إذا انصرفت من الفجر فاضرب عنق علي. فصلى إلى جنبه لأجل ذلك، وأبو بكر في الصلاة يفكر في العواقب، فندم، فجلس في صلاته حتى كادت الشمس تطلع، يتعقب الآراء ويخاف الفتنة ولا يأمن على نفسه، فقال قبل أن يسلم في صلاته: يا خالد! لا تفعل ما أمرتك به، ثلاثا.

وفي رواية أخرى:

 لا يفعلن خالد ما أمرته. فالتفت علي عليه السلام، فإذا خالد مشتمل على السيف إلى جانبه، فقال: يا خالد! أو كنت فاعلا؟  

فقال: إي والله، لولا أنه نهاني لوضعته في أكثرك شعرا.

فقال له علي عليه السلام: كذبت لا أم لك، من يفعله أضيق حلقة است منك، أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لولا ما سبق من القضاء لعلمت أي الفريقين شر مكانا وأضعف جندا.

وفي رواية أبي ذر رحمه الله:

أن أمير المؤمنين عليه السلام أخذ خالدا بإصبعيه - السبابة والوسطى - في ذلك الوقت، فعصره عصرا، فصاح خالد صيحة منكرة، ففزع الناس، وهمتهم أنفسهم، وأحدث خالد في ثيابه، وجعل يضرب برجليه ولا يتكلم0

فقال أبو بكر لعمر:

هذه مشورتك المنكوسة، كأني كنت أنظر إلى هذا وأحمد الله على سلامتنا. وكلما دنا أحد ليخلصه من يده عليه السلام لحظه لحظة تنحى عنه راجعا.
فبعث أبو بكر عمر إلى العباس، فجاء وتشفع إليه وأقسم عليه، فقال: بحق القبر ومن فيه، وبحق ولديه وأمهما إلا تركته. ففعل ذلك، وقبل العباس بين عيني)

بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج 29 ص 136 138