يُعدّ موضوع الإمامة ومكانة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه من أبرز القضايا التي تناولتها المصادر التراثية، وخصوصًا عند الحديث عن دوره بعد رسول الله ﷺ. فقد نُقلت عنه وعن الأئمة من بعده روايات عديدة تصف مكانة الإمام علي  التي يشارك فيها النبي بعض الخصال ويتفرد عن النبي بخصال آخرى ليست موجودة في النبي بل علي فقط وهي أمور كلها ضالة فالرسول الله صلى الله عليه هو أفضل الأنبياء وأفضل البشر فكيف يأتي علي ليتفضل عليه بخصال ليست موجودة في النبي وهذه الروايات تدل على أن الشيعة تقدس علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم وتضعه في مكانة أعلى من مكانة النبي .

ومن هذه الروايات رواية موقع الأئمة باعتبارهم "أركان الأرض" و"عُمد الإسلام"، فهم بحسب النص وسائط للهداية، وأمناء على العلم الإلهي، وحُجج على العباد. كما يذكر النص أقوالًا منسوبة إلى الإمام علي رضي الله عنه تصفه بصفات عظيمة مثل "قسيم الجنة والنار" و"الفاروق الأكبر"، وأنه صاحب علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب، وأنه صاحب "الكرّات" و"العصا والميسم" و"الدابة التي تكلم الناس".

 وفي هذا المقال نستعرض نصًّا ورد في كتاب الكافي للكليني، يوضح مكانة الإمام علي وخصاله التي تفرد بها عن النبي صلى الله عليه وسلم وشارك النبي في بعضها!!!

النص:

عبّادُ بنُ صُهَيب، عن جعفرَ بنِ محمّدٍ، عن أبيه، عن جدّه، عن النبيِّ ﷺ في خبرٍ قيل: يا رسولَ الله، فكم بينك وبينَ عليٍّ في الفردوسِ الأعلى؟ قال: «فَتْرٌ أو أقلّ من فَتْرٍ، أنا على سريرٍ من نورٍ عرشِ ربّنا، وعليٌّ على كرسيٍّ من نورِ كرسيّ ربّنا، لا يُدرى أينا أقربُ من ربّه عزَّ وجلّ».

بحار الأنوار للمجلسي، ج39، ص222223.

- (يل، فض): رُوي عن رسولِ الله ﷺ أنّه قال:

 «أُعطيتُ ثلاثًا وعليٌّ مُشاركي فيها، وأُعطي عليٌّ ثلاثًا ولم أُشاركْه فيها».

فقيل له: يا رسولَ الله، وما هذه الثلاثُ التي شاركَك فيها عليٌّ عليه السلام؟

قال: «لي لواءُ الحمدِ وعليٌّ حاملُه، والكوثرُ لي وعليٌّ ساقيه، ولي الجنّةُ والنارُ وعليٌّ قسيمُهما

مختارات من مقالات السقيفة

  - هل ينفع النبي عندكم أيها الشيعة؟

الكذب والغيبة عند الشيعة من مفطرات الصيام

إلزام (إسحاق هو ذبيح الله وليس اسماعيل عليهما السلام)

إلزام: لماذا الولاية ليست ضمن أركان الإسلام الخمس

روايات الشيعة في تفسير "أولي الإربة" وتناقضها

وأمّا الثلاثُ التي أُعطِيها عليٌّ ولم أُشاركْه فيها: فإنّه أُعطِي ابنَ عمٍّ مثلي ولم أُعطَ مثلَه، وأُعطي زوجتَه فاطمةَ ولم أُعطَ مثلَها، وأُعطي وَلَدَيه الحسنَ والحسينَ ولم أُعطَ مثلَهما».

بحار الأنوار للمجلسي، ج39، ص90.

  أحمدُ بنُ مَهران، عن محمّدِ بنِ عليٍّ، ومحمّدِ بنِ يحيى، عن أحمدَ بنِ محمّدٍ جميعًا، عن محمّدِ بنِ سِنان، عن المُفضَّل بنِ عُمر، عن أبي عبدِ الله عليه السلام قال:

«ما جاء به عليٌّ عليه السلام آخذُ به، وما نهى عنه أنتهي عنه، جرى له من الفضل مثلُ ما جرى لمحمّدٍ ﷺ، ولمحمّدٍ ﷺ الفضلُ على جميع من خلقَ الله عزَّ وجلّ. والمتعقِّبُ عليه في شيءٍ من أحكامِه كالمتعقِّبِ على اللهِ وعلى رسولِه، والرادُّ عليه في صغيرةٍ أو كبيرةٍ على حدِّ الشركِ بالله.

كان أميرُ المؤمنينَ عليه السلام بابَ اللهِ الذي لا يُؤتى إلّا منه، وسبيلَه الذي من سلكَ بغيره هلك، وكذلك يجري لأئمّةِ الهدى واحدًا بعد واحد. جعلهم اللهُ أركانَ الأرضِ أن تميدَ بأهلِها، وحُجّته البالغة على مَن فوق الأرض ومن تحتَ الثّرى.

وكان أميرُ المؤمنينَ صلواتُ اللهِ عليه كثيرًا ما يقول: «أنا قسيمُ اللهِ بينَ الجنّةِ والنّار، وأنا الفاروقُ الأكبر، وأنا صاحبُ العصا والميسم. ولقد أقَرّتْ لي جميعُ الملائكةِ والرّوحُ والرُّسلُ بمثلِ ما أقرّوا به لمحمّدٍ ﷺ، ولقد حُمِّلتُ على مثلِ حمولته، وهي حمولةُ الرّبّ. وإنّ رسولَ الله ﷺ يُدعى فيُكسى، وأُدعى فأُكسى، ويُستنطقُ فيَستنطِقُ، فأَنطقُ على حدِّ منطقِه.

ولقد أُعطيتُ خصالًا ما سبقني إليها أحدٌ قبلي:

علمتُ المنايا والبلايا، والأنسابَ وفصلَ الخطاب، فلم يَفتْني ما سبقني، ولم يَعزُبْ عنّي ما غابَ عنّي، أُبشِّرُ بإذنِ الله وأُؤدّي عنه، كلُّ ذلك من الله مَكَّنني فيه بعِلمِه».

الكافي للكليني، ج1، ص196197 (باب أنّ الأئمّة هم أركان الأرض).

باب أن الأئمة هم أركان الأرض:

عن محمد بن يحيى وأحمد بن محمد جميعًا، عن محمد بن الحسن، عن علي بن حسان قال: حدثني أبو عبد الله الرياحي، عن أبي الصامت الحلواني، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

"فضل أمير المؤمنين عليه السلام: ما جاء به آخذ به وما نهى عنه أنتهي عنه، جرى له من الطاعة بعد رسول الله ﷺ ما لرسول الله ﷺ، والفضل لمحمد ﷺ. المتقدِّم بين يديه كالمتقدِّم بين يدي الله ورسوله، والمتفضِّل عليه كالمتفضِّل على رسول الله ﷺ، والرادّ عليه في صغيرة أو كبيرة على حدّ الشرك بالله. فإن رسول الله ﷺ باب الله الذي لا يُؤتى إلا منه وسبيله الذي من سلكه وصل إلى الله عز وجل، وكذلك كان أمير المؤمنين عليه السلام من بعده، وجرى للأئمة عليهم السلام واحدًا بعد واحد. جعلهم الله عز وجل أركان الأرض أن تميد بأهلها، وعُمد الإسلام، ورابطة على سبيل هداه، لا يهتدي هادٍ إلا بهداهم، ولا يضل خارج عن الهدى إلا بتقصير عن حقهم. أُمناء الله على ما أهبط من علم أو عذر أو نذر، والحجة البالغة على من في الأرض. يجري لآخرهم من الله مثل الذي جرى لأولهم، ولا يصل أحد إلى ذلك إلا بعون الله."

وقال أمير المؤمنين عليه السلام:

 "أنا قسيم الله بين الجنة والنار، لا يدخلها داخل إلا على حدّ قسمي، وأنا الفاروق الأكبر، وأنا الإمام لمن بعدي، والمؤدّي عمّن كان قبلي، لا يتقدّمني أحد إلا أحمد ﷺ، وإني وإيّاه لعلى سبيل واحد إلا أنه هو المدعو باسمه.

ولقد أُعطيتُ الست: علم المنايا والبلايا، والوصايا، وفصل الخطاب، وإني لصاحب الكرّات ودولة الدول، وإني لصاحب العصا والميسم، والدابة التي تُكلِّم الناس."

روى الكليني في الكافي ج 1 / ص 197 198

المصادر: الكليني، الكافي، الجزء الأول، ص197 198، باب "أن الأئمة هم أركان الأرض".