من الأحاديث التي يتشبث بها الرافضة (الشيعة الاثنا عشرية) لترويج مزاعمهم في الغلو بعليٍّ رضي الله عنه، حديثٌ نُسب إلى النبي ﷺ أنه قال: «أُعطيتُ في عليٍّ خمسًا هن أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها...»، وهو حديثٌ يورده بعضهم في فضائل عليٍّ زاعمًا صحته، بينما هو في الحقيقة حديث باطل لا يصحّ، كما بيّن أئمة الحديث والنقد، إذ اجتمع فيه راويان متّهمان بالكذب والضعف الشديد.
وقد درجت الفرقة الرافضية على الاستدلال بالأحاديث الضعيفة والموضوعة، ونسبتها إلى أئمة السنة أو كتبهم كـ مسند أحمد أو الترمذي، من غير علمٍ بعللها ولا درايةٍ بأسانيدها. فجاء هذا المقال لبيان حقيقة هذا الحديث، وفضح مكائدهم في نسبة الموضوعات إلى أهل الحديث، وإظهار دقّة أئمة الجرح والتعديل في تنقية السنّة من الزيف.

قال الإمام أحمد:

" 1127 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ قثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ قثنا الْفُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُعْطِيتُ فِي عَلِيٍّ خَمْسًا، هُنَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا: أَمَّا وَاحِدَةٌ، فَهُوَ تُكَايَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَفْرُغَ مِنَ الْحِسَابِ، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ، فَلِوَاءُ الْحَمْدِ بِيَدِهِ، آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَمَنْ وُلِدَ تَحْتَهُ، وَأَمَّا الثَّالِثَةُ، فَوَاقِفٌ عَلَى عُقْرِ حَوْضِي يَسْقِي مَنْ عَرَفَ مِنْ أُمَّتِي، وَأَمَّا الرَّابِعَةُ، فَسَاتِرٌ عَوْرَتِي وَمُسَلِّمِي إِلَى رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَّا الْخَامِسَةُ، فَلَسْتُ أَخْشَى عَلَيْهِ أَنْ يَرْجِعَ زَانِيًا بَعْدَ إِحْصَانٍ، وَلَا كَافِرًا بَعْدَ إِيمَانٍ "

فضائل الصحابة - أحمد بن حنبل - ج 2 ص 661

هذا الحديث فيه علتان:

1 – الحسين بن عبيد الله العجلي. متهم بوضع الحديث، قال الإمام الذهبي: "1543 الْحُسَيْن بن عبيد الله الْعجلِيّ عَن مَالك كَانَ مِمَّن يضع الحَدِيث"

المغني في الضعفاء – ابو عبد الله محمد بن أحمد الذهبي - ج 1 ص 173

وقال الإمام ابن الجوزي:

 " 895 - الْحُسَيْن بن عبيد الله أَبُو عَليّ الْعجلِيّ حدث عَن مَالك قَالَ ابْن عدي يشبه أَن يكون مِمَّن يضع الحَدِيث وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَانَ يضع الحَدِيث"

الضعفاء والمتروكون –عبد الرحمن بن علي بن الجوزي - ج 1 ص 215

2 – عطية العوفي ضعيف.

قال الإمام النسائي: "(481) عطية العوفي ضعيف" الضعفاء والمتروكين - أبو عبد الرحمن، أحمد بن شعيب النسائي - ج 1 ص 225

وقال الإمام الذهبي: " 4139 - د ت ق / عَطِيَّة بن سعد الْعَوْفِيّ الْكُوفِي تَابِعِيّ مَشْهُور مجمع على ضعفه " المغني في الضعفاء – ابو عبد الله محمد بن أحمد الذهبي - ج 2 ص 436

وقد ذكره الإمام ابن حجر في القسم الرابع في طبقات المدلسين، حيث قال: "(122) خ د ت ق عطية بن سعد العوفي الكوفي تابعي معروف ضعيف الحفظ مشهور بالتدليس القبيح " المدلسين – ابو الفضل أحمد بن علي بن حجر - ص 50

والطبقة الرابعة كما قال الإمام ابن حجر غير مقبولين إلا إذا صرحوا، فكيف إذا كان مع التدليس ضعف.

 قال الحافظ: "الرابعة من اتفق على أنه لا يحتج بشيء من حديثهم الا بما صرحوا فيه بالسماع لكثرة تدليسهم على الضعفاء والمجاهيل كبقية بن الوليد " طبقات المدلسين - ابو الفضل أحمد بن علي بن حجر - ص 13