إنّ من أشدّ مظاهر التناقض في مذهب الشيعة الرافضة أنّهم يزعمون حبّ آل البيت رضي الله عنهم، بينما يكفّرون من ينتسب إلى آل البيت ويقتدي بهم حقًّا، مثل الزيدية الذين اتبعوا زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنهما، حفيد سبط النبي ﷺ.
والأعجب من ذلك أنَّ كتب الرافضة الإمامية تفيض بالأحاديث المكذوبة على الأئمة، والتي تحرِّم حتى إعطاء الزيدية الصدقة أو سقيهم الماء! وهو دليل على ما في هذا المذهب من غلٍّ وحقدٍ دفينٍ حتى تجاه أبناء طائفتهم القديمة.
وسنستعرض في هذا المقال نصوصًا صريحة من بحار الأنوار للمجلسي، ومن رجال النجاشي، ووسائل الشيعة للحر العاملي، لتتضح حقيقة العنصرية المذهبية عند القوم، وتناقضهم الصارخ في الدعوى والواقع.
نص المجلسي في بحار الأنوار
قال محمد باقر المجلسي في بحار الأنوار (ج 37، ص 34):
«روى الكشي أيضًا عن حمدويه، عن ابن يزيد، عن محمد بن عمر، عن ابن عذافر، عن عمر بن يزيد قال:
سألتُ أبا عبد الله عليه السلام عن الصدقة على الناصب وعلى الزيدية، فقال:
لا تصدّق عليهم بشيء، ولا تسقِهم من الماء إن استطعت، وقال لي: الزيدية هم النُّصّاب».
وهذا نصّ صريح لا يحتمل التأويل، إذ يساوي المجلسي - ومن روى عنهم - بين الزيدية وبين النواصب الذين يعادون أهل البيت! بل بلغ الأمر إلى تحريم سقيهم الماء، وهو من أشنع صور الجفاء والتعصّب.
تناقض الرافضة في توثيق الزيدية
على الرغم من هذا الحكم المتطرّف، نجد في كتب الرجال المعتمدة عند الشيعة، مثل رجال النجاشي ووسائل الشيعة، أنهم وثّقوا عددًا من الزيدية وعدّوهم ثقات!
ومن ذلك:
قال النجاشي:
«عبادة بن زياد الأسدي كوفي، ثقة، زيدي، له كتاب...» (رجال النجاشي – ص 304)
وقال أيضًا: «يحيى بن سالم الفراء كوفي، زيدي، ثقة، له كتاب...» (رجال النجاشي – ص 444–445)
وقال: «عامر بن كثير السراج زيدي، كوفي، ثقة، له كتاب...» (رجال النجاشي – ص 294)
بل إنّ الحر العاملي قال عن أحد كبار الزيدية:
«أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، أبو العباس، جليل القدر، عظيم المنزلة، كان زيديًّا جاروديًّا، وعلى ذلك مات... ووثّقه النعماني وابن شهرآشوب وغيرهما»
(وسائل الشيعة – ج 30 – ص 310–311)
فكيف يحرّمون إعطاء الصدقة للزيدي ويسمونه “ناصبيًّا”، ثم يعتمدون عليه في نقل الحديث ويصفونه بـ“الثقة الجليل”؟!
إنه تناقض صارخ يفضح ازدواجية منهج الرافضة في العقيدة والرواية.
الردّ على شبهات الرافضة
يحاول بعض المعاصرين من الشيعة الادّعاء أن هذه النصوص “ضعيفة السند” أو “خاصة بزمن معين”، لكن الواقع أن المجلسي نفسه نقلها في أعظم موسوعاته الحديثية (بحار الأنوار)، وأكّد صحّتها واحتجّ بها.
فلا مجال لإنكارها أو تأويلها بعد أن أصبحت جزءًا من التراث العقدي الرافضي الذي يُدرّس ويُتناقل.