إنَّ عرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم مصونٌ بحفظ الله، والطعن فيه طعنٌ في الدين كلِّه، ومساسٌ بجناب الشريعة، وجرأة على مقام سيد ولد آدم وأطهر نسائه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. وقد أجمع علماء الأمة عبر القرون على أن من وقع في عرضها فقد خالف نصوص الشرع ووقع في جريمة عظيمة، ابتُلي بها أهل الإفك قديماً، ويقع فيها بعض الفرق المنحرفة عن منهج أهل السنة والجماعة حديثاً ممن لم يُقدِّروا مقام النبي ولا أهل بيته.
ومن المعلوم عند أهل السنة والجماعة أن الأمة المحمدية هي أمة واحدة، وما خرج عنها من الفرق الضالة كالإثني عشرية الرافضة وغيرهم، إنما خالفوا سبيل المؤمنين في مسائل تتعلق بالصحابة وأمهات المؤمنين. وهذا المقال يسلط الضوء على خطورة الطعن في عرض النبي، وبيان موقف السلف الصالح، وإيضاح أن الله تعالى برأ أم المؤمنين عائشة، وجعل الخبث للخبيثين والطهر للطاهرين، وأن من ابتُلي بالطعن في أطهر الخلق عاد البلاء على نفسه وعرضه، جزاءً من جنس العمل وعدلاً من الله الحكيم.
النص المكتوب:
من طعن في عرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم ابتلي بالدياثة في عرضه..
قال ابن عباس: (الخبيثات من القول للخبيثين من الرجال، والخبيثون من الرجال للخبيثات من القول، والطيبات من القول للطيبين من الرجال، والطيبون من الرجال للطيبات من القول).
قال: ونزلت في عائشة، وأهل الإفك. وهكذا روى عمار، وعطاء، وسعيد بن جبير، والشعبي، والحسن بن أبي الحسن البصري، وحبيب بن أبي ثابت، والضحاك، واختاره ابن جرير ووجهه بأن الكلام القبيح أولى بأهل القبح من الناس، والكلام الطيب أولى بالطيبين من الناس، فما نسبه أهل النفاق إلى عائشة من كلام هم به أولى، وهي أولى بالبراءة، والتنزيه منهم، ولهذا قال تعالى ﴿أولئك مبرؤون مما يقولون﴾.
وقال السدي: الطيبات من النساء للطيبين من الرجال، والطيبين من الرجال للطيبات من النساء، والخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال، والخبيثين من الرجال للخبيثات من النساء. وهذا أيضاً يرجع إلى ما قاله أولا.
