تُعدّ مكانة الصحابة الكرام - رضوان الله عليهم - حجر الزاوية في نقل الدين وحفظه، فهم شهود الوحي وحملة السنة النبوية، والطعن فيهم هو طعن في المصدر الثاني للتشريع الإسلامي.
وفي سياق محاولات بعض الفرق الضالة لزعزعة الثقة في نقلة الحديث، تبرز شبهة تستهدف الصحابي الجليل أنس بن مالك - رضي الله عنه - خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، متهمة إياه بالكذب على النبي، ومستندة في ذلك إلى رواية مكذوبة منسوبة إلى الإمام جعفر الصادق.
إن هذه الشبهة ليست مجرد اتهام لشخص، بل هي محاولة خبيثة لإسقاط ركن عظيم من أركان الشريعة، وهو ما نقله المكثرون من الصحابة من سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
يأتي هذا المقال ليدحض هذه الفرية بالبراهين الساطعة والحجج الدامغة، مؤكدًا على مكانة أنس بن مالك، وصدقه، وأمانته التي شهد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومبينًا أن الرواية المزعومة ما هي إلا افتراء لا أساس له من الصحة، صادر عن جهات تسعى للنيل من عدالة الصحابة الأطهار.
الشبهة والرد عليها
مضمون الشبهة
يطعن بعض المغرضين في أنس بن مالك - رضي الله عنه - متهمينه بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مستدلين على ذلك بقول منسوب إلى جعفر الصادق رضي الله عنه: "ثلاثة كانوا يكذبون على رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو هريرة، وأنس بن مالك، وامرأة".
يرمي هؤلاء المغرضون من وراء ذلك إلى الحط من مكانة أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصولًا للطعن فيما نقلوه إلينا من سنة النبي - صلى الله عليه وسلم.
وجها إبطال الشبهة
1- أنس بن مالك – رضي الله عنه – ممن خدم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأحبه النبي وأكرمه، وهو من الصحابة المكثرين من الحديث، تخرج في مدرسة النبي – صلى الله عليه وسلم – فلا يُعقل أن يتربى في بيت النبوة، ثم يخرج فيكذب على مُربيه ومُعلمه صلى الله عليه وسلم.
2- إن الرواية المنسوبة إلى جعفر الصادق رواية مكذوبة مفتراة، وجعفر وأنس منها براء.
وقد عُرف عن أنس بن مالك الزاهد الورع، أنه كان حريصًا أشد الحرص على ألا يقع في الخطأ وهو يُحدث عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وكان يُقل الرواية ويضن بها على أبنائه فضلًا عن غيرهم، فكيف نتهمه بالكذب؟!
التفصيل في الرد
أولًا: خدمة أنس لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – وتخرجه في مدرسته إن الذين تخرجوا في مدرسة النبوة هم أبعد ما يكونون عن الكذب، والاختلاق على أمر نبيهم ومعلمهم، ونِعمت التربية هذه، وأنس أحد خريجي هذه المدرسة المباركة.
تربية أنس بن مالك في بيت النبوة:
إن الذي يُعايش أنسًا – رضي الله عنه – منذ بداية عمله لدى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ويُعايش أم سليم رضي الله عنها يجد منهما الحرص الشديد على التماس بركة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في كل مناسبة وفي كل أثر من آثاره، كما يجد من أم سليم حرصها على ولدها اليتيم، تريد أن تحوز له الخير كله، وهي تعرف مكانه، فأسرعت به إلى بيت النبوة، تريد أن تستحوذ على بركة عظمى لولدها هذا اليتيم [1].
يروي مسلم بسنده عن إسحاق قال: «حدثنا أنس قال: جاءت بي أمي أم أنس إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقد أزرتني بنصف خمارها، وردتني بنصفه، فقالت: يا رسول الله: هذا أنس ابني أتيت به يخدمك، فادع الله له، فقال: اللهم أكثر ماله وولده» [2]، وفي رواية: «وبارك له فيه» [3].
قال أنس: «فوالله إن مالي لكثير، وإن ولدي وولد ولدي ليتعادون على نحو المائة اليوم» [4].
وهكذا كانت بداية أنس بن مالك في بيت النبوة بدعوة مباركة من سيد الخلق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – له وكفى بها دعوة.
ولقد التحق أنس – رضي الله عنه – بالخدمة في بيت النبوة، وهو صبي صغير في العاشرة من عمره، وفي بداية هذا الالتحاق لم يكن قد فُرض الحجاب على نساء النبي – صلى الله عليه وسلم – ولا على نساء المسلمين، ومن ثم كان أنس يخدم داخل بيت النبوة وعند أمهات المؤمنين، فيُكلفه الرسول – صلى الله عليه وسلم – بالعمل فيه كما كانت تُكلفه بعض أمهات المؤمنين.
وكان هذا التكليف يأخذ صورًا شتى يمكن أن يشمل جميع حاجيات أهل البيت فيما يحتاجون فيه للمعاونة [5].
ورغم حداثة سن أنس بن مالك آنذاك، فإن أمانته كانت صفة أصيلة فيه، ولعل هذه الصفة في أنس قد عَهدها فيه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فكان يعهد إليه ببعض أسراره؛ فقد روى البخاري ومسلم عن معتمر بن سليمان قال: «سمعت أبي يحدث عن أنس بن مالك قال: أسر إلي نبي الله – صلى الله عليه وسلم – سرًا فما أخبرت به أحدًا بعد، ولقد سألتني عنه أم سليم فما أخبرتها به» [6].
ولا شك أن خدمة أنس في بيت النبوة شرف عظيم، لا يحظى به إلا من اختاره الله تعالى لأن يكون بجوار صاحب أسمى رسالة، يتعلم منه الكثير والكثير، ويرى أمورًا لا يراها غيره.
ملازمة أنس لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – خارج بيت النبوة:
لم يَسعد أحد من خُدَّم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولا من مواليه برفقة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في بيته وخارج البيت، في الإقامة وفي السفر مثلما سَعد أنس – رضي الله عنه – وقد امتدت سعادته واستمرت ولا زالت قائمة، وستظل إلى يوم القيامة بما نقل من أحاديث الرسول – صلى الله عليه وسلم – قولًا وفعلًا، أمرًا ونهيًا، ومعجزات باهرات، في السلم والحرب، في المدينة وخارجها، علم انتفع به الأجيال من عصر الصحابة حتى عصرنا الحاضر، وسيظل هذا العلم باقيًا مُنتفعًا به – بإذن الله تعالى – إلى يوم القيامة [7].
ونحن لو أردنا أن نرصد حركة أنس مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لكان لزامًا علينا أن نستعرض سيرة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في مدة إقامته بالمدينة بعد الهجرة إلى أن لحق بالرفيق الأعلى، فهذا هو أنس – رضي الله عنه – يرافق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أثناء مشيه بالمدينة، وهذا هو أنس يرافق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في زيارة ولده إبراهيم، ثم هذا هو أنس يرافق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عندما أُخبر بوفاة إبراهيم، وهذا هو أنس يحضر مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – دفن ابنته أم كلثوم زوج عثمان [8].
وأما خارج المدينة فقد لازم أنس رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في غزواته، خادمًا له يكون رهن إشارته، مُستجيبًا لأوامره، ومقاتلًا مع المقاتلين بعد بلوغه الحُلم، وكما كانت الملازمة في الغزوات، كانت الملازمة أيضًا في سفر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولا شك أن هذه الملازمة قد مكنت أنسًا أن يكون ناقلًا لمشاهد كثيرة، وأحكامًا جمة من شرع الله تعالى للأمة الإسلامية تتعبد بها إلى يوم القيامة [9].
كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قدوة أنس رضي الله عنه:
إن أنسًا – رضي الله عنه – تربى ونشأ في بيت النبوة، ولازم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عشر سنوات، من العاشرة حتى العشرين، وهو السن الذي يتشكل فيه الإنسان، وتتكون صفاته وأخلاقه تأثرًا بقدوته الذي يعيش معه، أو بمُربيه وأستاذه، أو بوالده ومن حوله.
فلا غرو أن يكون أنس مُقتديًا برسول الله – صلى الله عليه وسلم – خُلقًا وسلوكًا وأدبًا وعبادة، وهذا الاقتداء لو لم يكن واجبًا دينيًا لكان من أنس أمرًا طبيعيًا تربى عليه، وثبت في طبعه وتصرفه وأصبح جزءًا من كيانه لا يستطيع أن يخرج عنه ولو قيد أنملة؛ لأنه بيئته التي وجد نفسه فيها [10].
وكيف لا يكون النبي – صلى الله عليه وسلم – قدوته، وقد حدث أنه – صلى الله عليه وسلم – ما نهره ولا ضربه، ولا قال لشيء فعله: لِمَ فعلته، ولا قال لشيء لم يفعله: لِمَ لم تفعله، فقد أخرج ابن سعد في طبقاته عن أنس بن مالك قال: “لما قدم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – المدينة، أخذ أبو طلحة بيدي، فانطلق بي إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا رسول الله، إن أنسًا غلام كَيِّس فليخدمك، قال: فخدمته في السفر والحضر، والله ما قال لي لشيء صنعته: لِمَ صنعت هذا هكذا؟ ولا لشيء لم أصنعه: لِمَ لم تصنع هذا هكذا” [11]؟
لكل ما سبق كان أنس بن مالك – رضي الله عنه – من أكثر الصحابة تشبهًا بالنبي – صلى الله عليه وسلم – في حركاته وسكناته وفي كل حياته.
فقد روى ابن سعد في طبقاته: بسند صحيح عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه قال: ما رأيت أشبه صلاة برسول الله – صلى الله عليه وسلم – من ابن أم سليم، يعني: أنس بن مالك [12].
وروى أحمد بسنده عن ثمامة بن أنس «أن أنسًا كان إذا تكلم تكلم ثلاثًا، ويذكر أن النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا تكلم تكلم ثلاثًا، وكان يستأذن ثلاثًا، قال أبو سعيد: وحدثنا بعد ذلك بهذا الحديث أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يستأذن ثلاثًا» [13].
وروى البخاري بسنده عن ثابت البناني عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – «أنه مر على صبيان فسلم عليهم، وقال: كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يفعله» [14].
ولا شك أن كل ما ذكرناه آنفًا يدل على أن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قد تخلق بأخلاق النبي – صلى الله عليه وسلم – كيف لا وقد تربى في بيت النبي – صلى الله عليه وسلم – ولازم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في معظم غزواته، ولازمه أيضًا في أسفاره، مما نتج عنه أن يكون رسول الله هو قدوة أنس – رضي الله عنه – فيستحيل عقلًا أن يتخلق أنس بأخلاق النبي – صلى الله عليه وسلم – ثم يكذب عليه، فهل من الممكن بعد ذلك أن نطعن في عدالته ونتهمه بالكذب؟!
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم – وهو أكْيَسُ الناس وأعقلهم – لو لاحظ عليه شيئًا من ذلك، ما قبله خادمًا ورفيقًا، ولكن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وجد فيه الصدق والأمانة، فجعله حاملًا لأسراره، وأسرار بيته، وهي أخص خصوصيات المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ثانيًا: الرواية المزعومة في كذب أنس – رضي الله عنه – رواية مفتراة
إن الرواية المُسندة إلى جعفر الصادق – رضي الله عنه – أنه قال: “ثلاثة كانوا يكذبون على رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو هريرة وأنس بن مالك وامرأة” [15]، رواية مفتراة لا سند لها، ولا وزن لها عند نقاد الحديث، أوردها ابن بابويه القمي، الملقب عند الشيعة “بالصدوق” في كتابه “الخصال”، وأسندها إلى جعفر الصادق – رضي الله عنه – وهو منها براء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «ولكن ينبغي أن يُعرف أنه قد كُذب على علي وأهل بيته؛ لا سيما جعفر الصادق ما لم يُكذب على غيره، حتى إن الإسماعيلية والنصيرية يُضيفون مذهبهم إليه، وكذلك المعتزلة وفرقة التصوف» [16].
وما كان هذا الطعن في هؤلاء الصحابة رواة الحديث إلا لإسقاط معظم الشريعة التي نقلوها عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فهذا الصحابي أنس بن مالك – رضي الله عنه – أحد المكثرين من رواية الحديث، لهذا قصدوا الطعن فيه، فقد روى ألفين ومائتين وستة وثمانين حديثًا.
يقول أبو زرعة الرازي رحمه الله: «إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا من صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فاعلم أنه زنديق؛ وذلك لأن الرسول حق، والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنما أدى ذلك كله إلينا الصحابة، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا؛ ليُبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة» [17].
ومما يُبين بطلان هذه الرواية وكذبها أن أنسًا – رضي الله عنه – كان مُقلًا في كلامه، فقد قال ابن عون عن ابن سيرين: كان أنس بن مالك، قليل الحديث عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فكان لا يُحدث – وقلما تحدث – إلا قال حين يفرغ: “أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” [18].
وروى ابن سعد بسنده عن أبي غالب قال: لم أر أحدًا كان أضن بكلامه من أنس بن مالك.
كما روى أيضًا بسنده عن عطاء الواسطي عن أنس بن مالك قال: لا يتقي الله عبد حتى يحزن من لسانه.
وكما روى كذلك بسنده عن الجريري يقول: أحرم أنس بن مالك من ذات عرق، قال: فما سمعناه متكلمًا إلا بذكر الله حتى حَلَّ، قال: فقال له: يا ابن أخي هكذا الإحرام [19].
وكانت هذه القلة في حديثه حتى لأبنائه من صلبه، فقد روى ابن سعد بسنده عن ثابت البناني أن بني أنس بن مالك قالوا لأبيهم: يا أبانا ألا تُحدثنا كما تُحدث الغرباء؟ قال: أي بني، إنه من يُكثر يَهْجُر [20] [21].
فإذا كانت هذه طبيعة أنس في الكلام العادي، فإنه كان في رواية الحديث أشد حرصًا، وأكثر تحرزًا، وكان من المقلين لرواية الحديث.
من أجل ذلك كان بعض تلامذته يستشفعون لديه بمن هم أقرب إليه منهم؛ لكي يُحدثهم حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ومثال ذلك فيما يرويه مسلم بسنده عن معبد بن هلال العنزي قال: «انطلقنا إلى أنس بن مالك وتشفعنا بثابت، فانتبهنا إليه وهو يُصلي الضحى، فاستأذن لنا ثابت فدخلنا عليه، وأجلس ثابتًا معه على سريره فقال له: يا أبا حمزة، إن إخوانك من أهل البصرة يسألونك أن تُحدثهم حديث الشفاعة، فروى لهم الحديث» [22].
وأحيانًا كان يمتنع عن الحديث فروى أبو يعلى عن أبي طلحة، قال: “قدم أنس بن مالك (الكوفة)، فاجتمعنا عليه، فقلنا: حدثنا ما سمعت من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: وهو يقول: أيها الناس انصرفوا عني، حتى ألجأناه إلى حائط القصر، فقال: لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرًا ولضحكتم قليلًا، أيها الناس، انصرفوا عني، فانصرفنا عنه” [23].
وتعددت الروايات عن إقلال أنس – رضي الله عنه – في الحديث والتحرز فيه، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن أنس بن مالك – رضي الله عنه – من أشد المخلصين للسنة النبوية، فهو يخشى مجرد الوقوع في الخطأ وهو يُحدث عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فيتحرز في روايته، وهذا ما يرويه أحمد بسنده عن أنس بن مالك، قال: «لولا أني أخشى أن أخطئ لحدثتكم بأشياء سمعتها من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لكنه قال: من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار» [24].
وما نعلم أحدًا من صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – اتهم أنسًا – رضي الله عنه – بالكذب على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فهل يَحِلُّ لمن لا فضل له ولا علم، بل لا إيمان عنده ولا خُلق أن يتهمه؟!
الخلاصة
1- إن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قد تربى ونشأ في بيت النبوة، ولازم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عشر سنوات، من العاشرة حتى العشرين، وهو السن الذي يتشكل فيه الإنسان وتتكون فيه صفاته وأخلاقه، ويتأثر بمُربيه وأستاذه، وبوالده ومن حوله، فلا غرو أن يكون أنس مُقتديًا برسول الله – صلى الله عليه وسلم – خُلقًا وسلوكًا وأدبًا وعبادة، وقد عُرف عن النبي – صلى الله عليه وسلم – الصدق والأمانة.
2- وعليه فإن أنس بن مالك الذي جعل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قدوته، والذي قبله رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خادمًا ورفيقًا – أبعد ما يكون عن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3- ولقد عُرف عن أنس بن مالك الزاهد الورع، أنه كان حريصًا أشد الحرص على ألا يقع في الخطأ وهو يُحدث عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فكيف نتهمه بالكذب؟!
4- وإننا لا نعلم أحدًا من صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – اتهم أنسًا – رضي الله عنه – بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فهل يتهمه بذلك من لا فضل لهم، ولا منقبة، ولا خُلق، ولا دين؟!
5- الرواية المنسوبة إلى الإمام جعفر الصادق لا سند لها، ولا تصح نسبتها إليه، وإنما هي من افتراءات المغرضين الذين لا يرقبون في صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلًا ولا ذمة، وقد كان هدفهم من ذلك إسقاط معظم الشريعة الإسلامية التي جاءت في القرآن والسنة، والتي نقلها إلينا هؤلاء الصحابة الأخيار عن طريق الطعن فيهم، وهم من كل تهمة براء.
المصادر:
•الصاعقة في نسف أباطيل وافتراءات الشيعة على أم المؤمنين عائشة مع رفع الكذب المبين عن أمهات المؤمنين، عبد القادر محمد عطا صوفي، دار أضواء السلف، الرياض، ط1، 1425هـ/ 2004م.
______________________________________
[1]. خادم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنس بن مالك، د. فاروق عبد العليم، مكتبة نور الإيمان، القاهرة، ط1، 1424هـ/ 2003م، ص118 بتصرف.
[2]. صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: فضائل الصحابة رضي الله عنهم، باب: فضائل أنس بن مالك رضي الله عنه، (8/ 3619)، رقم (6259).
[3]. صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: فضائل الصحابة رضي الله عنهم، باب: فضائل أنس بن مالك رضي الله عنه، (8/ 3619)، رقم (6258).
[4]. صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: فضائل الصحابة رضي الله عنهم، باب: فضائل أنس بن مالك رضي الله عنه، (8/ 3619)، رقم (6229).
[5]. خادم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنس بن مالك، د. فاروق عبد العليم، مكتبة نور الإيمان، القاهرة، ط1، 1424هـ/ 2003م، ص121 بتصرف.
[6]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الاستئذان، باب: حفظ السر، (11/ 84)، رقم (6289).
صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: فضائل أنس بن مالك، (8/ 3620)، رقم (6262).
[7]. خادم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنس بن مالك، د. فاروق عبد العليم، مكتبة نور الإيمان، القاهرة، ط1، 1424هـ/ 2003م، ص129 بتصرف.
[8]. خادم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنس بن مالك، د. فاروق عبد العليم، مكتبة نور الإيمان، القاهرة، ط1، 1424هـ/ 2003م، ص129: 131 بتصرف.
[9]. خادم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنس بن مالك، د. فاروق عبد العليم، مكتبة نور الإيمان، القاهرة، ط1، 1424هـ/ 2003م، ص148 بتصرف.
[10]. خادم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنس بن مالك، د. فاروق عبد العليم، مكتبة نور الإيمان، القاهرة، ط1، 1424هـ/ 2003م، ص200 بتصرف.
[11]. الطبقات الكبير، ابن سعد، تحقيق: د. علي محمد عمر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2002م، (9/ 19).
[12]. الطبقات الكبير، ابن سعد، تحقيق: د. علي محمد عمر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2002م، (9/ 20).
[13]. إسناده حسن: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكثرين من الصحابة، مسند أنس بن مالك، رقم (13332).
وقال شعيب الارنؤوط في تعليقه على المسند: إسناده حسن.
[14]. صحيح البخاري (بشرح فتح الباري)، كتاب: الاستئذان، باب: التسليم على الصبيان، (11/ 34)، رقم (6247).
[15]. الخصال، الصدوق، (1/ 190)، نقلا عن: الصاعقة في نسف أباطيل وافتراءات الشيعة على أم المؤمنين عائشة، د. عبد القادر بن محمد عطا صوفي، دار أضواء السلف، الرياض، ط1، 1425هـ/ 2004م، ص99.
[16]. مجموع الفتاوى، ابن تيمية، تحقيق: عامر الجزار وأنور الباز، دار الوفاء، مصر، ط3، 1426هـ/ 2005م، (13/ 244).
[17]. الكفاية في معرفة أصول علم الرواية، الخطيب البغدادي، تحقيق: أبي إسحاق إبراهيم الدمياطي، مكتبة ابن عباس، مصر، 2002م، (1/ 188).
[18]. تهذيب الكمال في أسماء الرجال، الحافظ المزي، تحقيق: د. بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1413هـ/ 1992م، (3/ 370: 372) بتصرف.
[19]. الطبقات الكبير، ابن سعد، تحقيق: د. علي محمد عمر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2002م، (9/ 21، 22).
[20]. يهجر: يختلط في كلامه، بينما يهجر هنا؛ أي: يهجره سامعوه.
[21]. الطبقات الكبير، ابن سعد، تحقيق: د. علي محمد عمر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2002م، (9/ 22).
[22]. صحيح مسلم (بشرح النووي)، كتاب: الإيمان، باب: أدنى أهل الجنة منزلة فيها، (2/ 674)، رقم (465).
[23]. مسند أبي يعلى، أبو يعلى الموصلي، أبو يعلى، تحقيق: حسين سليم أسد، دار المأمون للتراث، دمشق، ط1، 1404هـ/ 1984م، (7/ 310).
[24]. صحيح: أخرجه أحمد في مسنده، مسند المكثرين من الصحابة، مسند أنس بن مالك، رقم (12787). وصححه شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند.