الرد على اعتراضات الرافضة حول روايات البخاري وأحمد

تقوم فرقة الشيعة الإمامية – وهي فرقة ضالّة ليست من الإسلام في شيء – على بناء عقائدها من خلال روايات مكذوبة أو أحاديث لا أصل لها، ثم تستعملها للطعن في أهل السنة وإثارة الشبهات حول نصوص العقيدة الصحيحة. ومن أبرز ما يثيرونه من شبه هو اعتراضهم على حديث النبي ﷺ الوارد في الصحيحين حول إثبات “الأصابع” لله عز وجل كما يليق بجلاله بلا تشبيه ولا تمثيل. يحاول الرافضة – كعادتهم – استغلال تعدد الروايات لادعاء التناقض، مع أن منهج أهل السنة مبني على الجمع بين النصوص وإعمالها كلها.

في هذا المقال نعرض الروايات الصحيحة، ثم نكشف تهافت اعتراض الرافضة، ونناقش موقفهم المتناقض لأن عقيدتهم نفسها تتضمن إثبات الأصابع لله كما في كتبهم، ولكنهم يؤولونها عند الحاجة فقط دفاعًا عن بنيانهم العقائدي الفاسد.

نص الروايات الصحيحة:

رواية البخاري:

قال الإمام البخاري:

"7451 - حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: جَاءَ حَبْرٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أن اللَّهَ يَضَعُ السَّمَاءَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالأَرْضَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالجِبَالَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ وَالأَنْهَارَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَسَائِرَ الخَلْقِ عَلَى إِصْبَعٍ، ثُمَّ يَقُولُ بِيَدِهِ: أَنَا المَلِكُ، «فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ»: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ [الأنعام: 91] [1]"

رواية الإمام أحمد:

وقال الإمام أحمد:

" 4368 - حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: جَاءَ حَبْرٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَوْ يَا رَسُولَ اللهِ، أن اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُ السَّمَاوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْجِبَالَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ، وَالْمَاءَ، وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ، وَسَائِرَ الْخَلْقِ عَلَى إِصْبَعٍ يَهُزُّهُنَّ فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ.

 قَالَ: "فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ" تَصْدِيقًا، لِقَوْلِ الْحَبْرِ، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ، وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [الزمر: 67] إِلَى آخِرِ الْآيَةَ[2]

فيعترض بعض الرافضة على الحديثين ويقولون جاء في رواية أن الأصابع خمسة، وفي الاخرى ستة.

الشبهة التي يثيرها الرافضة:

يزعم الرافضة وجود تناقض في الروايتين لأن إحداهما تذكر خمسة أصابع والأخرى تذكر ستة أصابع.

الردّ على الشبهة:

أولًا: لا يوجد في أي رواية حصر للأصابع:

إنه لا تعارض بين الحديثين، وذلك لأنه لم يرد في الحديث حصر للعدد فاعتراض الرافضة باطل، ولقد جاء في القران ذكر صفة اليد لله تعالى بالإفراد والتثنية، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ [الفتح: 10]، وقال تعالى: ﴿قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ﴾ [ص: 75].

وخلاصة الأمر أن أهل السنة عندهم أن الله تعالى ليس كمثله شيء، ولا يجعلون لوازم صفات الخالق، مثل لوازم صفات المخلوقين.

ولقد وردت صفة الأصابع في كتب الرافضة.

ثانيًا: القرآن نفسه أثبت اليد مفردة ومثنّاة:

 قال ابن أبي جمهور: " (139)

 وقال النبي صلى الله عليه وآله: " قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمان [3]"

وقال الصدوق:

 " 75 - حدثنا أحمد بن محمد عن أبيه عن محمد بن أحمد عن موسى بن عمر عن ابن سنان عن أبي سعيد القماط عن حمران، قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: إذا كان الرجل على يمينك على رأي ثم تحول إلى يسارك فلا تقل إلا خيرا ولا تبرأ منه حتى تسمع منه ما سمعت وهو على يمينك فان القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء ساعة كذا وساعة كذا وان العبد ربما وفق للخير. (قال مؤلف هذا الكتاب رحمه الله) قوله: بين إصبعين من أصابع الله - يعني بين طريقين من طرق الله يعني بالطريقين طريق الخير وطريق الشر، وان الله عز وجل لا يوصف بالأصابع ولا يشبه بخلقه تعالى عن ذلك علوا كبيرا [4]"

ثالثًا: أهل السنة لا يشبهون الله بخلقه:

لقد ذكر الإمام الباقر بأن لله تعالى اصابع، ولم يرد عن الإمام المعصوم أن الاصبع بمعنى الطريق، فيبقى الأمر على حقيقته ما لم يأت دليل على التأويل من كلام الإمام المعصوم، واما تأويل الصدوق للإصبع بالطريق فهو مردود وذلك لان الرواية فيها (بين إصبعين من أصابع الله) فطريق الله تعالى لا يخرج من أن يكون طريق الخير، او طريق الشر، فلا توجد طرق اخرى، والرواية ذكرت اصبعين من اصابع الله، فلو كان الاصبع بمعنى الطريق فيلزم من هذا أن يكون لله تعالى اكثر من طريقين، فما هي الطريق الاخرى لله تعالى غير طريق الخير، والشر؟!!!، ثم نسال الرافضة ونقول هل تقولون بأن طريق الشر هو طريق الله؟

______________________________________________________________

[1] صحيح البخاري - بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولاَ} – ج 9 ص 134

[2] إسناده صحيح على شرط الشيخين " مسند الامام احمد – تحقيق شعيب الارناؤوط – ج 7 ص 377 – 378

[3] عوالي اللئالي - ابن أبي جمهور الأحسائي - ج 4 - ص 99

[4] علل الشرائع - الصدوق - ج 2 ص 604 – 605