من أبرز مظاهر النفاق والخداع التي نهى عنها الإسلام ذمُّ ذي الوجهين وذي اللسانين، الذين يُظهرون للناس وجهاً ويُخفون آخر، فيتلاعبون بالقول والموقف تبعاً للهوى والمصلحة. وقد جاءت الأحاديث النبوية الكثيرة في تحريم هذا الخلق وفضح أهله، لما فيه من تدمير للثقة بين الناس، وإفساد للمجتمع، وطمس لمعالم الصدق والإخلاص.

غير أن المتأمل في عقائد الفرقة الضالة المسماة بالشيعة الإمامية الاثني عشرية (الرافضة)، يجد أن هذا الخلق المذموم قد تحول عندهم إلى أصل ديني يسمونه "التقية"، يُمارسونه باسم الدين، ويتقربون به إلى الله، حتى جعلوه تسعة أعشار دينهم كما نقلوا عن أئمتهم.

وفي هذا المقال نستعرض جملة من الأحاديث الصحيحة في ذم ذي الوجهين واللسانين، ثم نُقارن بينها وبين عقيدة التقية عند الرافضة، لنُبيّن التناقض الصارخ بين ما دعا إليه الإسلام من الصدق والوضوح، وما يعتقده القوم من جواز الكذب وإظهار خلاف الباطن بحجة الخوف أو المداراة، في مخالفة صريحة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ولأقوال أئمة أهل البيت أنفسهم الذين تبرؤوا من هذا المسلك الخادع.

روايات في ذم ذي الوجهين واللسانين:

وكذلك ما جاء في باب ذم ذي اللسانين والوجهين، وهو عين تقية القوم، فقد أوردوا في ذلك روايات عدة تغني شهرتها عن ذكر مصادرها، منها:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن من شر الناس عند الله عز وجل يوم القيامة ذا الوجهين.

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (يجيء يوم القيامة ذو الوجهين دالعا لسانه في قفاه وآخر من قدامه يتلهبا نارا حتى يلهبا جسده، ثم يقال له هذا الذي كان في الدنيا ذا وجهين ولسانين، يعرف بذلك يوم القيامة).

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار).

وقال الله تبارك وتعالى لعيسى بن مريم عليه السلام: يا عيسى! ليكن لسانك في السر والعلانية لساناً واحداً، وكذلك قلبك، إني أحذرك نفسك وكفى بي خبيراً، لا يصلح لسانان في فم واحد، ولا سيفان في غمد واحد، ولا قلبان في صدر واحد، وكذلك الأذهان.

وعن الباقر رحمه الله قال:

بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين، يطري أخاه شاهدا ويأكله غائبا، إن أعطي حسده وإن ابتلي خذله.

وعنه - أيضاً - قال: بئس العبد عبداً همزة لمزة يقبل بوجه ويدبر بآخر.

وعن الصادق رحمه الله:

من لقي المسلمين بوجهين ولسانين جاء يوم القيامة وله لسانان من نار.

وعنه - أيضاً - عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من مدح أخاه المؤمن في وجهه واغتابه من ورائه فقد انقطع ما بينهما من العصمة.

فانظر إلى أقوال أئمة أهل البيت رحمهم الله، ثم انظر إلى عقيدة من أوهم غيره أو توهم أنَّه متبع لنهجهم، فكيف توفق بينها؟! ثم انظر هل تجد مكاناً للكذب مع التقية؟!