" سند رواية حفص عن عاصم –في القراءات العشر لابن الجزري "

يُعد علم "القراءات القرآنية" من أهم العلوم الشرعية، وهو أحد الأسس الثابتة لتلاوة القرآن الكريم كما أوصاها النبي ﷺ.

ومع ذلك، يحاول "الشيعة وبعض الفرق الضالة" تشويه هذا العلم بالاعتماد على روايات ضعيفة أو مغلوطة لإثبات وجهات نظر مخالفة للشرع، أو لإضفاء طابع تحريفي على النص القرآني.

وفي هذا المقال، نستعرض "سند رواية حفص عن عاصم بن أبي النجود" كما جاء في كتاب "النشر في القراءات العشر لابن الجزري (ج1 ص140)"، موضحين سلاسل الإسناد الصحيحة، والاتصال بالصحابة، مع بيان قوة هذا السند من جهة علم القراءات.

نص السند كما ورد في الكتاب:

حفص وشعبة عن عاصم بن أبي النَّجود[1] عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب بن ربيعة[2] السلميّ الضرير، وأبي مريم زِرِّ بن حُبَيْش بن حُباشة الأسديّ[3] و أبي عمرو سعد بن إياس الشيباني[4]، وقرأ هؤلاء الثلاثة على عبد الله بن مسعود t

وقرأ أبوعبد الرحمن السّلميّ وزِرِّ بن حبيش أيضاً على عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما وقرأ السلمي أيضاً على أبيّ بن كعب وزيد بن ثابت رضي الله عنهما، وقرأ ابن مسعود وعثمان وعليّ وأبيّ وزيد على رسول الله

حفص عن عاصم عن:

قرأ "حفص" عن "عاصم بن أبي النجود" عن ثلاثة رواة:

1- "أبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب بن ربيعة السلميّ" الضرير

2- "أبو مريم زرّ بن حبيش بن حباشة الأسدي"

3- "أبو عمرو سعد بن إياس الشيباني"

 التفاصيل:

هؤلاء الثلاثة "قرأوا على عبد الله بن مسعود رضي الله عنه".

كما قرأ "أبو عبد الرحمن السلميّ وزرّ بن حبيش" أيضًا على "عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما".

كما قرأ "السلمي" على "أبيّ بن كعب وزيد بن ثابت رضي الله عنهما".

ومن جهة أخرى، "قرأ بن مسعود، وعثمان، وعليّ، وأبيّ، وزيد" على "رسول الله ﷺ".

 تلخيص روايات حفص عن عاصم:

|الراوي |عن من قرأ | ملاحظات|

| ------- | ----------- | ---------- |

|عبدالله بن حبيب السلمي| 1- ابن مسعود 2- عثمان بن عفان 3- علي بن أبي طالب 4- أبيّ بن كعب 5- زيد بن ثابت| الضرير، رواية موصولة للنبي ﷺ|

|زرّ بن حبيش الأسدي |عثمان بن عفان، علي بن أبي طالب                                                رواية قوية، اتصال بالصحابة| سعد بن إياس الشيباني|عن ابن مسعود| اتصال بالنبي ﷺ                                                                 

 "أهمية السند في علم القراءات"

هذا السند "متصل بالصحابة والرسول ﷺ"، مما يجعله من أصدق وأوثق روايات "حفص عن عاصم".

قوة السند تعني أن قراءة حفص عن عاصم "متواترة ومستقرة"، ويمكن الاعتماد عليها في القراءة والتجويد.

هذه الرواية تؤكد "سلامة نقل القرآن من جهة القراءات"، ودحض أي محاولات تحريف أو تحوير.

شبهة الشيعة وردها:

 الشبهة:

يحاول بعض الشيعة أو الفرق الضالة "استغلال اختلاف القراءات أو بعض الروايات الفردية" لتشويه النص القرآني أو الادعاء بتغيير القرآن.

 الرد:

السند الذي ذكرناه "متصل، قوي، وشامل للصحابة"، مما يجعل الرواية "موثوقة تمامًا".

"ابن الجزري" نفسه يوضح في كتابه "النشر في القراءات العشر" أن حفص عن عاصم من أعمدة قراءة القرآن، مما يحبط أي ادعاء بتحريف أو خطأ.

لا يجوز استخدام أي رواية ضعيفة أو مرسلة لتأكيد بدعة أو استنتاج باطل.

  خلاصة المقال:

1- "رواية حفص عن عاصم" موثقة ومتصلة بالصحابة والرسول ﷺ.

2- الرواة: "عبد الله بن حبيب السلمي، زرّ بن حبيش الأسدي، سعد بن إياس الشيباني"، كلهم قرأوا على صحابة كبار.

3- السند يؤكد "سلامة النقل في القراءات العشر" ودقة حفص عن عاصم.

4- أي محاولة لتزوير هذا النقل أو الاستدلال به لتبرير بدعة أو تحريف قرآن "باطلة شرعًا".

المصادر:

"ابن الجزري، النشر في القراءات العشر، ج1، ص140".

علوم القراءات القرآنية، شروح القراءات العشر.

المراجع الحديثية حول اتصال القراءات بالصحابة.

 

[1] كذا في جميع النسخ، وفي المطبوع: « بن بهدلة »

[2] ضبطت في "المعرفة": « رُبَيِّعة » بضم الراء وفتح الباء الموحدة من أسفل، والياء المثناة من أسفل المشددة. وتحرفت في (ظ) إلى « زمعة » بالزاي والميم. انظر: المعرفة: 1/146

[3] ذكر ابن الأثير أنه غاضريّ كحفص. انظر: اللباب: 2/372

[4] الكوفي، أدرك زمن النبي e ولم يره، ذكر السمعاني أنه كان يقول: أذكر أني سمعت برسول الله e وأنا أرعى إبلاً لأهلي بكاظمة. اهـ  توفي نحو سنة 96 هـ وله 120 سنة. والشيباني: نسبة لشيبان بن ذهل من ثعلبة قبيلة في بكر بن دوائل. انظر: غاية النهاية: 1/303، الأنساب: 3 / 482-485