كذبة الشيعة حول دعوة عليٍّ على أنس بن مالك بالبرص

 بعد امتناعه عن الشهادة في حديث الغدير

دأبَتِ الفرقةُ الشيعيةُ الضالّة على اختلاقِ أحاديثٍ باطلةٍ ونسبتها إلى رسول الله ﷺ أو إلى الصحابة الكرام، لتحقيقِ غاياتٍ مذهبيةٍ خبيثةٍ تهدفُ إلى تشويهِ صورةِ الصحابةِ وتبريرِ انحرافِ مذهبهم القائم على الغلوّ في آل البيت رضي الله عنهم. ومن أكثر ما يروِّجهُ هؤلاء الروافض من الأكاذيب: روايةُ أن عليًّا رضي الله عنه دعا على أنس بن مالك فأصابه البرص لأنه لم يشهد له بحديث الغدير. وهذه الرواية يكثر تداولها في كتب الشيعة ومواقعهم، دون تحقيقٍ أو تمحيصٍ، رغم ضعفها البالغ وسقوطها سندًا ومتنًا.

في هذا المقال نكشفُ أصلَ القصة، ونسوقُ نصوصَها من مصادرها، ونبيّن ضعفها الشديد، ونردُّ على مزاعم عبد الحسين الموسوي ومن تبعه من أهل الزيغ والضلال.

نص الرواية كما يوردها الشيعة:

روى الطبراني في المعجم الكبير من طريق:

حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن كيسان، حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، حدثنا مسعر بن كدام، عن طلحة بن مصرف، عن عميرة بن سعد قال:
«شهدت علياً على المنبر ناشد أصحاب رسول الله ﷺ، وفيهم أبو سعيد وأبو هريرة وأنس بن مالك وهم حول المنبر... فقال علي: نشدتكم بالله هل سمعتم رسول الله ﷺ يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه؟ فقاموا كلهم فقالوا: اللهم نعم، وقعد رجل فقال: ما منعك أن تقوم؟ قال: يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت، فقال: اللهم إن كان كاذباً فاضربه ببلاء حسن، قال: فلما مات رأينا بين عينيه نكتة بيضاء لا تواريها العمامة».

تحقيق السند وبيان ضعفه:

في الإسناد إسماعيل بن عمرو البَجَلي: قال عنه الذهبي ضعيف، وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب (1/320): «ضعفه الأكثرون ووثقه بعضهم».

وفيه أحمد بن إبراهيم بن كيسان: قال الذهبي «ليس بالقوي» (طبقات المحدثين بأصبهان 3/341)، وعدّه من المختلطين.

فالسند ضعيف جدًا لا تقوم به حجة، ولا يصلح للاحتجاج في مسائل الاعتقاد، بل لا يُروى إلا على سبيل البيان.

🧩 تحريف عبد الحسين الموسوي للرواية

زعم الرافضي عبد الحسين الموسوي في كتابه المراجعات أن عليًّا قال لأنس بن مالك:

«ما لك لا تقوم مع أصحاب رسول الله ﷺ فتشهد بما سمعته يوم غدير خم؟ فقال: يا أمير المؤمنين، كبرت سني ونسيت. فقال علي: إن كنت كاذبًا فضربك الله ببيضاء لا تواريها العمامة، فما قام حتى ابيض وجهه برصًا، فكان بعد ذلك يقول: أصابتني دعوة العبد الصالح».

ثم ادّعى أن ابن قتيبة جعلها من مناقب أنس! لكن الكذاب أخفى تتمة قول ابن قتيبة الذي قال عن الرواية: «لا أصل لها» (المعارف ص130). وهذه خيانة علمية فاضحة تُسقط عدالة الموسوي وتُثبت تعمّده الكذب والتزوير.

الرد على استدلاله بما في مسند أحمد:

قال الموسوي: "ويشهد لها ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده (1/119)..."
لكن الحقيقة أن هذه الرواية ليست من رواية الإمام أحمد نفسه، بل من رواية ابنه عبد الله بن أحمد عن أحمد بن عمر الوكيعي. وقد بيّن الألباني ذلك في سلسلة الأحاديث الضعيفة، فقال:

«هذه رواية شيعية تقطر فريةً وإثمًا، فإن الشيعي نسبها للإمام أحمد، وليس الأمر كذلك. الإسناد فيه الوليد بن عقبة بن نزار العنسي، وهو مجهول، كما قال الحافظ ابن حجر في التقريب (1/583): "لا يُعرف"».

🧾 تفنيد الزيادة الباطلة:

الرواية الصحيحة في مسند أحمد (1/84، 118، 119) والنسائي (16–29) وابن عساكر لا تحتوي على الزيادة التي تذكر أن عليًا دعا على الثلاثة.
ولو صحت الزيادة – جدلًا – فلا ذكر فيها لأسماء من لم يقوموا، ولم يُعيَّن أحد منهم، فضلاً عن أن يُذكر أنس بن مالك رضي الله عنه.

تحليل عقلي ومنهجي:

من غير المعقول أن يدعو عليٌّ رضي الله عنه على أحد من الصحابة، وهو الذي بايع أبا بكر وسالم الأمة وساهم في وحدتها. وقد قال الشيخ محمد حسن آل كاشف الغطاء – من كبار علماء الشيعة – في كتابه أصل الشيعة وأصولها (ص91):

«لما رأى علي أن أبا بكر وعمر بذلا أقصى الجهد في نشر كلمة التوحيد وتجهيز الجيوش ولم يستأثرا ولم يستبدا، بايع وسالم».

فإذا كان علي قد بايع وسالم، فكيف يلعن من لم يشهد له بحديثٍ ليس فيه أمرٌ جديد على الأمة؟

المصادر والمراجع:

1)  المعجم الكبير للطبراني.

2)  ميزان الاعتدال للذهبي (1/239).

3)  تهذيب التهذيب لابن حجر (1/320).

4)  المعارف لابن قتيبة (ص130).

5)  مسند أحمد (1/84، 118، 119).

6)  التقريب لابن حجر (1/583).

7)  سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني (5/86).

8)  أصل الشيعة وأصولها لمحمد حسن كاشف الغطاء (ص91).

9)  سير أعلام النبلاء للذهبي.

10)                    مجمع الزوائد للهيثمي.