الأحاديث الباطلة التي يضعها الشيعة للطعن في الصحابة

تُعدُّ ظاهرة وضع الأحاديث الباطلة من أخطر الوسائل التي استخدمتها الفرق الضالة، وعلى رأسها الشيعة، للطعن في رموز الإسلام وصحابة النبي ﷺ الذين حملوا الدين ونشروه في الآفاق. فهؤلاء القوم لم يكتفوا بالبدع في العقيدة والعبادة، بل تجاوزوا إلى الكذب على رسول الله ﷺ وصحابته الكرام، واختلاق روايات تخالف العقل والنقل، وتهدف إلى تشويه صورة الإسلام من الداخل. ومن تلك الأحاديث المكذوبة رواية نسبت إلى بلال رضي الله عنه أنه قال لعمر بن الخطاب: "أنت أضل من حمار أهلك"، وهي رواية ساقطة السند باطلة المتن، لا تصح بحال، وضعها بعض الوضاعين من الشيعة للطعن في مقام الصحابة، خصوصاً الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي يقف موقف الصخر أمام باطلهم.
في هذا المقال نعرض بالدليل والتحقيق العلمي ضعف الرواية سنداً ومتناً، ونكشف حال رواتها، ونثبت تهافت الكذب الشيعي في رواياتهم التاريخية، لنظهر براءة الصحابة وعدالتهم، وفضح الأساليب التي يستخدمها الشيعة للطعن في الإسلام من الداخل.

قال الحافظ ابن عساكر:

" [ 2677 ] أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم حدثنا عبد العزيز بن أحمد لفظا أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر أخبرنا أبو عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر أخبرنا أبو عبد الله بن محمد بن هشام الكندي أخبرنا أبو زيد أحمد بن عبد الرحيم بن بكر الحوطي حدثنا أبو المغيرة حدثنا الأوزاعي قال إن بلالا أتى عمر بن الخطاب فقال الصلاة فرددها عليه فقال له عمر  نحن أعلم بالوقت منك قال له بلال لأنا أعلم بالوقت منك وأنت أضل من حمار أهلك "

تاريخ دمشق – ابو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر - ج 10 ص 474

هذا الأثر لا يصح ففيه مجاهيل لم أجد للكثير منهم تراجم، والأثر كذلك منقطع فالإمام الاوزاعي لم يدرك الحادثة قطعا، فولادته في سنة 88 هـ.

ولقد مات سيدنا بلال رضي الله عنه في سنة 20 ه، وأما سيدنا عمر رضي الله عنه فقد مات في سنة 24 ه، فبين ولادة الأوزاعي وموت بلال وعمر رضي الله عنهما أكثر من ستين سنة.

قال الإمام الذهبي في ترجمة بلال رضي الله عنه:

" قَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيُّ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَأَبُو عُمَرَ الضَّرِيْرُ، وَجَمَاعَةٌ:
تُوُفِّيَ بِلاَلٌ سَنَةَ عِشْرِيْنَ بِدِمَشْقَ "

سير اعلام النبلاء – محمد بن احمد الذهبي – ج 1 ص 359

وقال ابن سعد في وفاة عمر رضي الله عنه:

" أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن إسماعيل بن محمد بن سعد عن أبيه قال طعن عمر بن الخطاب يوم الأربعاء لأربع ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين ودفن يوم الأحد صباح هلال المحرم سنة أربع وعشرين "

الطبقات الكبرى – محمد بن سعد بن منيع – ج 3 ص 365

وقال الإمام الذهبي في ترجمة الاوزاعي رحمه الله:

 " قَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: الأَوْزَاعُ: بَطْنٌ مِنْ هَمْدَانَ، وَهُوَ مِنْ أَنْفُسِهِم، وَكَانَ ثِقَةً.

قَالَ: وَوُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِيْنَ، وَكَانَ خَيِّراً، فَاضِلاً، مَأْمُوْناً، كَثِيْرَ العِلْمِ وَالحَدِيْثِ وَالفِقْهِ، حُجَّةً.

تُوُفِّيَ: سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَمائَةٍ "

سير اعلام النبلاء – محمد بن احمد الذهبي – ج 7 ص 108

واما الحوطي فقد نقل الحافظ ابن حجر قول ابن القطان فيه بانه لا يعرف، حيث قال في اللسان:

" 661 – ذ. أحمد بن عبد الرحيم أبو زيد روى عن محمد بن مصعب القرقساني حديثه في سنن الدارقطني قال بن القطان لا يعرف حاله "

لسان الميزان – احمد بن علي بن حجر – ج 1 ص 214

وقال: " 470 - أبو زيد الحوطي هو احمد بن عبد الرحيم "

لسان الميزان – احمد بن علي بن حجر – ج 7 ص 49

والكثير من الرواة لم أجد لهم تراجم، واظن ان هناك تصحيف في اسماء بعضهم والله اعلم، فالأثر لا يصح، ونلاحظ ان المتن ركيك، ولا يوجد فيه اي سبب للتجاوز، والتلفظ بمثل هذه الالفاظ، فواضع الرواية اراد الاساءة لعمر او بلال رضي الله عنهما.